مع دخول قنوات تليفزيونية خارجية مزاد شراء الدورى المصرى الجديد، وتزايد احتمال الفوز بحصرية مبارياته على شاشاتها، أصبحت المهمة الأولى لكل متابع للدورى المصرى البحث عن إريل لتعليقه فوق سطح منزله بديلا عن الدش، إذ أنه فى كل الأحوال سيباع الدورى فضائيا، ولن يبقى لنا سوى المشاهدة على القنوات الأرضية التى كدنا ننساها، بل أصبحت صناعة الاريل من المنقرضات فى قاموسنا اللغوى وقاموس تعاملاتنا اليومية. والحقيقة أنه بالفعل لا تجد فى أى سوق الآن من يبيع هذا الاختراع القديم ولا من يقوم على تركيبه، رغم أنه المرشح الأهم خلال الفترة المقبلة باحتمالات كبيرة. فلا القنوات الفضائية المصرية الفاشلة تبدو أنها على قدر المنافسة مع تلك القنوات الخارجية التى تعرف قيمة الدورى المصري، ولديها القدرة على تسويقه، ومن ثم دفع أعلى مبلغ ممكن فيه سيعود بالنفع قطعا على الأندية المصرية واتحادها الكروى ومنتخباته الوطنية، ولا يملك اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى سوى المفاوضة على حق البث الأرضى وبيع شارة البث فضائيا لأعلى سعر، ولا تملك الأندية المصرية فى الوقت ذاته أن تتجاهل المبلغ الأكبر مقابل بث مبارياتها بعد أن تعاظمت اقتصاديات كرة القدم. إننا بالفعل على أعتاب هذه المرحلة ولا تفصلنا عنها غير أيام وأسابيع قليلة، ولا أعتقد أن أحدا منا ستفرق معه هذا الكائن المسمى الدش بعد أن فقد المشاهد المصرى الثقة فى معظم قنواته ، خاصة فى جانبها الرياضى الذى تحول إلى مشتمة بين ضيوفها وكلام فارغ باسم تحليل المباريات . أهلا بعودة الاريل مرة أخرى لكل سطح ولكل بيت، ومرحبا ثانية بالقنوات الأرضية، فلم يعد الأمر يستحق عناء الدش ولا تكاليف تركيبه، ربما ننعم براحة نظافة السمع و البصر التى افتقدناها مع قنوات تبييض الأموال. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل