رغم تعدد المناطق العلاجية الطبيعية بمحافظة جنوبسيناء مثل حمام »موسى« بمدينة الطور وحمام «فرعون» بمدينة أبو زنيمة، والعيون الكبريتية برأس سدر، فإن هذه المناطق لا تزال خارج خريطة السياحة العلاجية. وفى محاولة لاستغلال هذه المناطق الاستغلال الأمثل فى جذب السياحة العلاجية، أعد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء تقريرا لعرضه على المهندس خالد رامى وزير السياحة لدراسة إنشاء عدد من المشروعات الجديدة بهدف وصول نصيب المحافظة إلى نسبة 5 % من حجم السياحة العلاجية فى العالم وتحقيق عائد يصل الى 100 مليون دولار سنويا بالاضافة الى توفير فرص عمل جديدة. فى البداية، يؤكد المحافظ أن مقومات السياحة العلاجية بالمحافظة تظهر بوضوح فى منطقة حمام «موسى» الذي يقع على بعد 5 كيلومترات من طور سيناء بواحة كثيفة من أشجار النخيل ويتمتع بمياه كبريتية متعددة العناصر المعدنية أهمها الصوديوم وهو عنصر كاوي يساعد على سرعة التئام الجروح والماغنسيوم الذى يساعد خلايا اللون بالجلد على استعادة حيويتها وإعادة اللون الطبيعي للجلد وله تأثير قوى على علاج الأمراض الجلدية المختلفة كالبهاق والصدفية والزوائد الجلدية. ويضيف فوده أن المنطقة الثانية حمام «فرعون» الذى يقع بالقرب من مدينة أبوزنيمة وهو عبارة عن مغارة جبلية يتفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة يتراوح درجة حرارتها من 55 إلى 75 درجة مئوية أى تقترب من حد الغليان وتصب بعد ذلك في مياه البحر دون الاستفادة منها. ويتميز حمام فرعون بوجود تجاويف صخرية من الداخل تمثل غرف ساونا طبيعية ويمكن الاستفادة منها في علاج الأمراض الروماتيزمية والآم المفاصل وخشونة الركبة وآلام العمود الفقري لما تتمتع به هذه المياه بنسبة عالية من عنصر الكبريت، كما تحظى جنوبسيناء والكلام على لسان محافظها بعيون أخرى للمياه الكبريتية الدافئة تقع على بعد 20 كيلو مترا من مدينة رأس سدر بالقرب من منطقة «وادي غرندل»، ويمكن الاستفادة منها في علاج الام المعدة والقولون وعسر الهضم وقرحة المعدة والبطن من خلال تناول كميات منها. أما المشاكل التى تعانى منها مناطق السياحة العلاجية، فيقول المهندس محمد وجيه رئيس جمعية مستثمري طور سيناء إنه تم الانتهاء من تطوير منطقة حمام موسى وإمدادها بجميع المرافق والخدمات اللازمة، حيث تم إقامة 6 حمامات سباحة وفندق بيئي ومركز للأنشطة العلاجية تم تجهيزه ولم يبدأ التشغيل، كما شهدت المنطقة إقامة منتجع صحي بخبرة عالمية من خلال التعاون مع شركة متخصصة تعمل في مجال العلاج بالمياه الطبيعية بأوروبا، كما تم الانتهاء من إقامة فندق على الطراز المعماري الإسلامى تحت التجهيز باستخدام الأحجار الجرانيتية التي تشتهر بها سيناء على ساحل البحر مباشرة بالقرب من منطقة الحمام. وبدأ التشغيل الفعلي للمنطقة من خلال رحلات اليوم الواحد للسائحين من رواد مدينة شرم الشيخ السياحية، هذا فضلاً عن توافد بعض رواد دير سانت كاترين كجزء من رحلات الحج القديم. أما بالنسبة لمنطقة حمام «فرعون»، قامت بعض الشركات السياحية بالفعل بالحصول على موافقات لاستغلال المنطقة وتحويلها إلى منتجع سياحي وعلاجي، وبدأت في إنشاء هياكل خرسانية وبعد ذلك توقفت الشركة تماماً عن استكمال المشروع منذ عدة سنوات ولا يوجد بالمنطقة سوى هياكل خرسانية. وأوضح رئيس جمعية مستثمري طور سيناء أن السياحة العلاجية تتميز عن غيرها من أنواع السياحة الأخرى بطول مدة الإقامة، حيث يلزم السائح الإقامة بالمنتجع لفترات تبدأ من أسبوعين إلى شهرين متواصلين وذلك للاستفادة الكاملة من الخصائص العلاجية للعناصر المعدنية الطبيعية، كما تتميز بتكرار زيارة السائح لنفس المكان لأن العناصر الطبيعية الموجودة بالمياه دائماً ماتفيد انحسار أعراض المرض وبالتالي يستلزم السائح العودة مرة أخرى على فترات للمتابعة. وقال إن معظم السائحين من رواد السياحة العلاجية دائماً يتوافدون عليها من خلال برامج للتأمين الصحي وان إنفاق السائح يكون مرتفعا، . ورغم أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة قامتا بوضعها على خريطة السياحة فإنه ما زال حجم التوافد على السياحة العلاجية بسيط بسبب عدم التعريف بأهميتها. وطالب رئيس جمعية مستثمري طور سيناء هيئة تنشيط السياحة بتوفير الدعاية السياحية على المستوى العالمي من خلال معارض وأسواق السياحة في العالم وتكاتف جهود وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة جنوبسيناء خلال الفترة القادمة،ويبقى السؤال هل تظل السياحة العلاجية بجنوبسيناء كنوز ضائعة؟؟؟ سؤال يطرح نفسه أمام المسئولين بوزارة السياحة!