توافد الألاف من المهاجرين عبر الحدود بين صربيا والمجر أمس في سباق مع الزمن لدخول دول الاتحاد الأوروبي قبل الانتهاء من بناء السياج المعدني (السور الشائك) لغلق الطرق المؤدية إلى الاتحاد الأوروبي يوم 31 أغسطس الحالي. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية أمس صوراً للاجئين وهم يسلكون في طوابير طويلة ما يعرف ب»طريق البلقان الغربية» في محاولة لاجتياز الحدود قرب قرية روشكي المجرية، إحدى النقاط القليلة الباقية من الحدود مع صربيا التي لم تغلق بعد. ومن جانبها أعلنت المجر اعتزامها ارسال أكثر من 2100 شرطي إلى الحدود الصربية بعد التدفق القياسي للاجئين عبر الحدود. وأعلن قائد الشرطة المجرية كارولي أن «حماية الحدود سيتم تعزيزها مع ارسال 2106 شرطيين اضافي اعتباراً من 5 سبتمبر». وأوضح أن تعزيزات الشرطة ستقوم بدوريات على طول الحدود لدعم أكثر من ألف عنصر متواجدين بالفعل لوقف تدفق مهاجرين غير شرعيين. وجاء هذا الاعلان فيما اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مهاجرين قرب معبر روشكي حيث تعبر غالبية الأشخاص إلى المجر من صربيا التي لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي. ووفق الشرطة المجرية فإن 2093 مهاجراً عبروا الحدود إلى المجر قرب روشكي يوم الأثنين الماضي، وهو العدد الأعلى في يوم واحد. وسجلت المجر وصول أكثر من 100 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية العام الحالي، أي أكثر من ضعف العدد خلال 2014. وبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين على حدود الاتحاد الأوروبي خلال الاشهر السبعة الأولى من العام الحالي 340 الفاً مقابل 123 الفاً خلال نفس الفترة من 2014. من جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن أوروبا تواجه «وضعاً لا يليق» بها في ما يتعلق بازمة المهاجرين، في إشارة لتدفق مهاجرين من دول البلقان إلى ألمانيا. وقالت ميركل «علينا أن نعيد إلى بلدانهم من ليس لديهم على الأرجح أي فرصة للحصول على لجوء فصربيا والبانيا وكوسوفا ليست بلداناً تشهد حرباً أهلية». وجاءت تصريحات ميركل قبل حضورها قمة دول غرب البلقان في فيينا اليوم لبحث ملف أزمة اللاجئين من هذه الدول. وبحسب مصادر دبلوماسية فإن النمسا ستقترح خلال القمة خطة تحرك من خمس نقاط تنص على تكثيف التصدي لشبكات المهربين، وتوزيع «عادل» للاجئين في بلدان الاتحاد الأوروبي وتشديد التعاون الأمني ومساعدة بلدان المهاجرين ووضع «استراتيجية لجوء على الصعيد الأوروبي».