السفير عزت سعد: شراكة حقيقية وتشاور مستمر بين القيادتيند السيد أمين شلبى: مطلوب نقل الحوار الإستراتيجى إلى الإطار المؤسسى
تشهد العلاقات المصرية الروسية حالة من التفاعل، يجسدها التواصل المستمر بين قيادتى ووزراء ومسئولى البلدين، حيث شهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو طفرة خلال الفترة الماضية من تحركات ونشاط على المستويات كافة. وبمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الروسية رصد «الأهرام» واقع العلاقات بين البلدين من خلال رؤية عدد من السفراء والمتخصصين .
الزيارة.. لماذا الآن؟ السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية وسفير مصر الأسبق لدى روسيا الاتحادية يكشف عن أن العلاقات المصرية الروسية- وخاصة على مدى العامين الماضيين وبعد 30 يونيو 2013- وصلت إلى مرحلة متطورة على الأصعدة السياسية. ونستطيع أن نقول إن هناك شراكة إستراتيجية حقيقية بين البلدين يجسدها التشاور الوثيق والمستمر بين القيادتين فى البلدين، وأيضا توجهات سياسة روسيا الخارجية فى منطقة الشرق الأوسط التي تقوم على مبدأين أساسيين أولهما عدم التدخل فى شئون الآخرين، وثانيهما احترام خيارات شعوب المنطقة . وحول ما يتعلق بالتوقيت الذى تجرى فيه الزيارة، فهو توقيت مهم ، لأمرين: الأول أنه على الصعيد الثنائى الاقتصادي، فمصر افتتحت قبل أيام قناة السويس الجديدة، وكان من بين الذين حضروا حفل الافتتاح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الذى لديه انخراط كامل فى كل الملفات الاقتصادية منذ أن كان رئيسا لروسيا من 2008 حتى 2012 وقبلها كان رئيسا للوزراء، ومن هنا فقد رصدنا اهتماما كبيرا من الجانب الروسى فى المشاركة فى المشروعات التنموية التى ستقام حول منطقة القناة.. ولهذه المشاركة مظاهر واضحة، ففى 25 مايو الماضى كان هناك اجتماع مهم لمجلس الأعمال المصرى الروسي، وطرح العديد من الأفكار والمشروعات، والأمر الآخر، أنه قبل أيام قلائل من افتتاح القناة الجديدة كان هناك وفد كبير من روسيا يختار منطقة الصناعات الروسية فى مصر، وهى التى ستكون قريبة من العين السخنة، أو فى جبل عتاقة داخل منطقة تنمية محور قناة السويس.. كما تم الاتفاق على عقد الدورة القبلة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفني المصرية - الروسية خلال ديسمبر المقبل بشرم الشيخ. فضلا عن ذلك فهناك مؤشرات واضحة على انه قريبا جدا سوف تنطلق المفاوضات لعقد اتفاق تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، الذى يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وارمينيا.. وربما هناك دول أخري سوف تنضم لهذ الاتحاد. وفضلا عن ذلك فهناك متابعة من جانب الرئيس السيسي شخصيا لما اتفق عليه خلال زيارة الرئيس بوتين مصر في 9و10 فبراير الماضي، وهناك حديث عن أن زيارة الرئيس السيسى قد تشهد التوقيع على مذكرة تفاهم أو اتفاق فيما يتعلق بمحطة توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية بالضبعة. ويضيف السفير سعد: أود أن انوه إلي نقطة مهمة، وهي أن هناك فرصا كبيرة لأن يكون هناك تعاون اقتصادى مصري روسى عربي، خاصة مع دولة الإمارات والسعودية، وأن تكون هناك استثمارات من هذين البلدين المهمين مع التكنولوجيا الروسية هنا فى مصر، وأظن أن هناك بالفعل طرحا لبعض المشروعات المحددة؛ سواء فى مجال الطاقة أو المجالات اللوجيستية. الملفان السياسى والعسكري وفيما يتعلق بالملف السياسي، يؤكد السفير سعد أننا رصدنا خلال الأشهر القليلة الماضية تزايدا وصعودا واضحين للدور الروسى فى مشكلات المنطقة، ولاحظنا أن الولاياتالمتحدة لم تر بدا من التنسيق مع روسيا بالنسبة لبعض الملفات، ومنها الملفان السورى واليمني، كما تسعى روسيا لإنشاء ائتلاف وتحالف واسع لمكافحة الإرهاب. ويشير سعد إلى أن صعود الدور الروسى فى ملفات المنطقة هو فى حاجة إلي مزيد من التشاور الوثيق مع مصر بشأن كل هذا الملفات لأن مصر لديها مواقف معروفة فيما يخص الملف السوري، وهى تقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السوريين، وبالتالى فنحن مؤهلون للقيام بدور مهم فى هذا الملف، كما استضافت مصر بالفعل بعض جلسات الحوار بين فصائل المعارضة السورية . وفيما يخص التعاون العسكري، فهو ماض قدما بشكل طيب، وتابعنا منذ شهرين مناورات مشتركة بين القوات البحرية فى البلدين، كما شاركت بعض القطع البحرية الروسية فى افتتاح القناة.. ومنذ أن كنت فى روسيا والتعاون العسكرى يسير بشكل جيد بما يتسق مع الإستراتيجية المصرية لتنويع مصادر السلاح ورأينا صفقة الرافال مع فرنسا. تطور ملحوظ بعد 30 يونيو ومن جانبه، يكشف السفير الدكتور السيد أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية ضرورة النظر للعلاقات المتطورة بين روسيا الاتحادية ومصر فى سياقها الأشمل من حيث دوافع كلا البلدين في الإقبال على الآخر. ويوضح أن العلاقات المصرية الروسية بدأت تشهد تطورا ملحوظا بعد ثورة 30 يونيو، كنتيجة لتأييد القيادة الروسية لأماني واختيارات الشعب المصري، وكان هذا هو المفتاح للمرحلة الجديدة من العلاقات، التي كانت جزءا من إستراتيجية مصر الجديدة لتوسيع قاعدة علاقتها الدولية وتعدد اختياراتها، وألا تكون أسيرة الاعتماد على قوة دولية واحدة. ويكشف السفير شلبي عن أن هذا المستوى من العلاقات المصرية الروسية يتطلب آليات فعالة لإدارتها مقترحا بعد تكوين المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء «وحدة الصين» فى أعقاب زيارة الرئيس السيسي الصين، لمتابعة ما تم التوصل إليه من اتفاقات، كما ندعو إلى تكوين «وحدة روسيا» لمتابعة العلاقات المصرية الروسية على مستوى الدولة ووزاراتها ومؤسساتها وتأسيس «حوار استراتيجي» مصرى روسى لكى يتابع ويناقش بشكل مؤسسى ومنتظم تطور العلاقات ثنائيا وإقليميا. ويشير شلبى إلي أن زيارة الرئيس السيسي لموسكو تجيء كتتويج لهذه المرحلة من العلاقات والبناء عليها، معربا عن تصوره أن محادثات القمة سوف تتضمن على المستوي الثنائى استعراض ما تم إنجازه من اتفاقيات التعاون، وربما الإضافة إليها.