لكل منا حكاية مع حلم، فمنا من تاه حلمه بين سطور الحكاية ومنا من حفر سطور حكايته بدقه ليصبح الحلم حقيقة في الإمكان. انت مدعو معي اليوم عزيزي القارئ لنتعرف معاً كيف أصبح حلم السينما في كل مكان حقيقة في الإمكان ؟! الحكاية بدأت بفكرة مبادرة " سينما في كل مكان" عام 2013 علي يد المخرج السكندري وجيه اللقاني عاشق الفن والثقافة الذي كسر القيود للخروج بأفلام السينما المستقلة بكل انواعها المصري منها والعالمي وعرضها إلي كل قطاعات المجتمع المصري ذات التنوع البيئي والعمري المختلف غير جمهور النخب ورواد المساحات الفنية المعتادة، وذلك لان أفلام السينما المستقلة تناقش هموم وقضايا المجتمع لكنها للأسف هي محجوبة عن المواطن العادي ولا يستطيع الوصول إليها. ويوما بعد يوم اصبح في إمكان كل عُشاق أفلام السينما المستقلة او مُحبي التعرف علي هذا الفن الراقي مشاهده العروض المستقلة في اي وقت بمدينة الإسكندرية الساحرة وبدون ان يحجز مقعده الخاص. المفاجأة واستخدامه أبسط الوسائل المتاحة هما أداته وجيه السحرية في عرض أفلامه في أماكن التجمعات التلقائية كالمقاهي الشعبية والنوادي والجمعيات الأهلية ودور الأيتام والتجمعات الشبابية بالمدارس والجامعات. حيث تقوم مبادرة سينما في كل مكان بدور همزة الوصل بين هذا الجمهور المحروم ثقافيا من التعرف علي هذا الفن وبين صناع ومخرجي الافلام المستقلة، فقبل عرض أي فيلم يقوم وجيه بعمل حوار تفاعلي بسيط مع الجمهور للتعرف علي نوعية الأفلام المستقلة وبعد العرض يستمع لآراء الجمهور عن الفلم ومدي جودته الفنية لينقل الصورة لصناع العمل من أجل الارتقاء بهذا الفن السينمائي. ولم تغفل المبادرة حق ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستمتاع بهذا الفن فنظمت أولي عروض للسينما المستقلة المصرية والعربية والأوروبية المترجمة بلغه الإشارة الفورية للصم والبكم ضمن برنامجها. بدأ وجيه حكايته بحلم أن تصبح السينما المستقلة علي يديه سينما جماهيرية في كل مكان في مصر، وها هو اليوم يمضي في طريقه ليكتب سطور جديدة نحو هدف وحلم أكبر؛ فبعد أن تحقق حلمه وتنقلت المبادرة لتغطي جميع أحياء الإسكندرية والعديد من المحافظات الأخرى، اختيرت مبادرة “سينما في كل مكان ضمن القائمة القصيرة للجائزة الفنية الإيطالية "visible award" التي ضمت تسع مشاريع ثقافية وفنية من بين 159 مشروع من كافة دول العالم وسيتم اعلان الفائز في مدينة ليفربول البريطانية يوم 31 اكتوبر القادم، ليستمر وجيه في كتابة حكايته وهو يتنقل من حلم لحلم أكبر. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل