مع انتشار البرامج الصحية علي الفضائيات يتزايد اهتمام المشاهدين بمتابعتها بحثا عن علاج لأمراضهم بعيدا عن الذهاب للأطباء في العيادات والمستشفيات بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها وهم لا يعلمون بأضرارها المحتملة والتي قد تبدأ بالإصابة بأمراض خطيرة وتنتهي بالوفاة كما يقول د.خالد منتصر رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفي هيئة قناة السويس ومقدم برنامج( دريم كلينك) علي قناة دريم ويضيف: إن عرض البرامج الصحية علي الفضائيات يجب أن يخضع لضوابط عديدة أهمها أن يكون ضيوفها من أساتذة كليات الطب في تخصصاتهم وليس لكل من يدفع لشراء المدة الزمنية لتلك البرامج للإعلان عن نفسه من خلالها بالإضافة إلي ضرورة تركيز من يقدمها علي أن تكون للتوعية فقط وليس لتقديم العلاج للمرضي من المشاهدين مثلما أفعل في برنامجي وأكرر ذلك دائما للمشاهدين أن الهدف منه الوقاية والإكتشاف المبكر للأمراض وأنه ليس بديلا عن ضرورة زيارة الطبيب وهو ما لايحدث في كثير من البرامج الأخري والتي من الممكن أن يسقط المشاهد بسببها في( فخ) كل دجال من مدعي الطب والعلاج بالأعشاب والمنشطات الضارة وغيرها التي قد تصيبه بأمراض أخطر أو تقتله. ويؤكد د.حمدي السيد نقيب الأطباء السابق أنه من غير المقبول بيع الفضائيات لفترات زمنية إعلانية في صورة برامج صحية ويقول: لا يجوز للطبيب أن يعلن عن كفاءته ومهاراته بشكل تجاري لأنه بذلك يخالف آداب المهنة ولكن إذا تحدث في برنامج عن الأمراض وخطورتها وأعراضها وطرق الوقاية منها فذلك مسموحا به, أما إذا وصف دواء لعلاج أحد الأمراض فإن علي نقابة الأطباء معاقبته لكونه قد ارتكب خطأ, لأن الدواء يتم تحديده من طبيب متخصص بعد الكشف الفعلي علي المريض وغير ذلك يدخل في إطار الفوضي التي يعاني منها الوطن في كثير من المجالات في الفترة الحالية. ويقول د.حسن عماد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة: تنص مواثيق الشرف الإعلامية علي أهمية التفرقة بين الإعلام والإعلان لأن تقديم الإعلان في شكل إعلامي معناه خداع للمشاهد الذي يفترض الصدق فيما يشاهده من برامج لأن الإعلان قد يحمل قدرا كبيرا من المبالغة وهو ما يحدث في معظم البرامج الصحية عندما يستعرض الطبيب معلوماته ويدعي أن دواء معين له فعالية قوية لعلاج مرض معين وخلفه بياناته كإعلان صريح عنه مما يؤكد علي غياب الرسالة الإعلامية وتغليب الجانب التجاري عليها مما يفرض وجوب المساءلة القضائية ضد الطبيب والفضائية التي تعلن عنه في برنامج من المفترض أنه للتوعية الصحية وليس للعلاج علي الهواء بما يسئ لمهنة الطب السامية والإعلام الهادف. ويكشف المستشار زكريا شلش رئيس محكمة جنايات الجيزة عن مخالفة البرامج الصحية للقانون ويقول: في حالة إذا أصيب أحد المشاهدين بمرض لا يرقي إلي العاهة المستديمة بسبب دواء تعاطاه عن طريق وصف الطبيب له كعلاج لمرض يعاني منه عن طريق البرنامج فإنه يعاقب كل من الطبيب ومدير القناة الفضائية بعقوبة جنحة الضرب العمد وهي الحبس من6 شهور إلي3 سنوات أما إذا أصيب بعاهة مستديمة تكون عقوبة جناية ضرب أفضي إلي عاهة مستديمة وهي سجن من3 إلي5 سنوات أما إذا مات المشاهد فتكون جناية ضرب أفضي إلي موت وعقوبتها سجن مشدد من3 إلي7 سنوات. وفي النهاية نتساءل: إلي متي ستظل الرقابة علي الفضائيات غائبة عن حماية حياة المشاهد من خطر فوضي البرامج الصحية وما تحتويه من إعلان لمن يدفع الثمن مهما كان مضمونه؟!