هل الفضائيات فيها( سم) قاتل؟ بالتأكيد نعم, فقبل أيام قليلة أكد الإعلامي عمرو أديب في برنامج( القاهرة اليوم) عدم مسئوليته عن قيام ضيفه في حلقة سابقة بعلاج أحد من المشاهدين بعد إدعاءه القدرة علي شفاء مرضي فيروس سي بدواء من ابتكاره ولا يعرف تركيبته السرية غيره وواصل تحذيره كاشفا بوضوح تام أن ذلك الضيف ليس طبيبا وغير مصرح له بممارسة الطب في مصر, فاتحا أحد أخطر الملفات الإعلامية عن علاقة الفضائيات بصحة المشاهد التي يهددها بشكل مباشر واستضافة من لا علاقة لهم بالطب وعرض إعلانات عن أدوية غير مرخصة تتسبب في مضاعفات للمرضي تؤدي للوفاة. وبالبحث عن المسئول يقول د.حمدي السيد نقيب الأطباء السابق: إن من يمارس الطب علي الفضائيات أو في العيادات والمستشفيات بدون ترخيص من نقابة الأطباء يرتكب جريمة عقوبتها القانونية السجن المشدد لمدة سنتين أما الطبيب الذي يروج لأدوية غير مرخصة من وزارة الصحة فإنه يرتكب مخالفة ضد القانون وأخري ضد ادآب المهنة ولذلك تتم محاسبته أمام لجنة تأديب بنقابة الأطباء وفي حالة إدانته فإنها توقع عليه الجزاء بسحب ترخيص مزاولة المهنة, وفيما يخص الأدوية التي تعلن عنها الفضائيات فإنني اعتبرها ذات مضاعفات خطيرة ونتائج قاتلة و(نصب علني) ووزارة الصحة هي المسئول الوحيد عن مواجهتها وأن أي تقصير يجب أن يوجه لها فقط. وبالفعل يعترف د.هشام شيحة مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الطب العلاجي بمسئولية الوزارة عن التصدي لظاهرة أدوية الفضائيات غير المرخصة ويضيف: نعلم أنه يجري تداولها في الصيدليات الخاصة ولكن يتم ضبطها بشكل مستمر في الحملات الرقابية حرصا علي صحة المرضي لأنها شديدة الخطورة بينما الدواء الآمن يتم الترخيص له برقم خاص من قطاع الشئون الصيدلية بوزارة الصحة. وهو ما يؤكده د.أيمن الخطيب مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الصيدلة ويقول: إن أي دواء قبل الإعلان عنه في القنوات الفضائية أو أي وسيلة إعلامية يجب أن يحصل علي موافقة اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة التي يحق لها أن تجيز تداوله أو تمنعه تبعا لتأثيره الإيجابي أو السلبي علي المرضي بالإضافة إلي الموافقة أيضا علي المحتوي الإعلاني للدواء المرخص له وننبه المسئولين عن الفضائيات أن الإعلان عن دواء غير مرخص يعتبر مخالفة صريحة ونحن نواصل التصدي لهم بقوة القانون. كما يطالب د.حسن عماد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة بتوقيع عقوبات علي الفضائيات المخالفة نظرا لكون ظاهرة الإعلان عن أدوية غير مرخصة تعتبر حالة صارخة للعشوائية التي أصابت الإعلام المرئي في مصداقيته لعدم وجود ضوابط تنظم ما تقدمه الفضائيات في مضمون الإعلانات التجارية ويقول: يجب أن يكون جميع ما تعلن عنه الفضائيات مطابقا للمواصفات مع ضرورة حصولها علي ترخيص تداوله في الأسواق خاصة ماله علاقة مباشرة بصحة الإنسان كما يحدث في العالم المتقدم أما الفضائيات التي تستضيف في برامجها من يدعي القدرة علي العلاج- وهو من غير دارسي الطب- أو تعلن عن أدوية غير مرخصة فهي تسعي للأرباح المالية فقط و لا يهمها صحة المشاهد لذلك تستحق عقوبات مشددة بعد إضافة الإعلانات إلي ميثاق الشرف الإعلامي بسبب خطورة محتواها علي حياة الإنسان وهو ما أتمناه في الفترة المقبلة. وأخيرا.. هل ينتبه المشاهد لمخاطر الفضائيات الضارة جدا بالصحة؟ أشك; لأنها تقدم له السم في العسل!