لاشك أن الارهاب جريمة استثنائية، ومن ثم يجب مواجهتها بوسائل غير تقليدية، وجميع دول العالم التي تعرضت لموجات ارهابية لجأت الي تشريعات استثنائية لمحاربة الجريمة الارهابية، ومنها بالطبع أمريكا التي وضعت ما سمي »القانون الوطني لحماية امريكا» عقب احداث سبتمبر 2001 وسمح للسلطات الامريكية باعتقال المشتبه فيهم واحتجازهم ومراقبتهم ومصادرة خصوصيتهم والتنصت علي المكالمات الهاتفية والبريد الالكتروني وتتبع أرصدتهم المالية لمجرد الشك في كونهم ينتمون الي جماعات أرهابية، بل وصفهم القانون بأنهم «مقاتلون اعداء» أي يجب مطاردتهم وتصفيتهم حتي خارج الحدود الامريكية، وهو ما حدث مع زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن وكل ذلك يتم بعيدا عن الإجراءات القضائية، بل أدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعديلات علي هذا القانون في عامي 2006، و2007، يتيح للسلطات الأمريكية الاستجواب العنيف للإرهابيين أي اللجوء للتعذيب، وتقديمهم للمحاكمات العسكرية، وكله يهون في سبيل حماية الامن الامريكي، ورغم كل ذلك يخرج علينا المتحدث باسم الخارجية الامريكية ليشن هجوما حادا علي القانون المصري لمكافحة الارهاب الذي صدر أخيرا، ويعرب عن قلقه من تداعيات هذا القانون علي حقوق الانسان، ولا أدري أي حقوق إنسان يتحدثون عنها، عندما يتعلق الامر بحماية الامن القومي لدولة خرجت من الوصاية الامريكية، أي حقوق انسان لجماعات ارهابية مدعومة من جهات خارجية بالمال والسلاح والتدريب، لاستهداف الدولة المصرية بهجمات انتحارية وسيارات مفخخة أودت بحياة أكثر من 600 شهيد من رجال القوات المسلحة والشرطة بالاضافة لعشرات الشهداء من المدنيين العزل بينهم طفلة ضابط الفيوم أخيرا. ولكن لماذا لا وقد خرجت أصوات من الداخل تصف القانون بانه يمثل انهيارا لدولة القانون نفسها، ووبالا علي حرية الرأي والتعبير، وذلك لقيام بعض القائمين علي «دكاكين حقوق الانسان بعرض عدد محدود من مواد القانون بطريقة» لاتقربوا الصلاة ..، بل أن احد الحقوقيين البارزين قال: نعم الدول الديمقراطية لديها قوانين استثنائية لمكافحة الارهاب، ولكن تلك الاجراءات جاءت لحماية المواطنين وليس التنكيل بهم، فهو يري ان جميع قوانين الارهاب في امريكا والدول الاوروبية جاءت لحماية المواطن في هذه الدول، بينما وضعت للتنكيل بالموطن في بلدنا، هذه رؤية بعض المتكسبين من شعارات حقوق الانسان والمدافعين عن حقوق جماعات العنف والارهاب علي طريقة «حافظوا علي حياة الخاطفين والمخطوفين» التي قالها الرئيس المعزول محمد مرسي عند تحرير 7 من رجال الشرطة اختطفتهم ميليشيات الجماعة الإرهابية بسيناء إبان حكم المرشد. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى