هى ليست المرة الأولى التى يدعى فيها الإسرائيليون بأنهم يملكون ما ليس لهم بافتراءات كاذبة تجاه مصر والمصريين فقد ادعوا أن «الفلافل» هى الطعام الوطنى فى إسرائيل بل تمادوا وأقاموا احتفالا بما يسمى «يوم الفلافل الدولي» للعام الثانى على التوالي، وقد تخيل «أفيخاى أدرعي» المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن التقاط صورة له وهو يلتهم ساندويتش الفلافل خلال ترويجه للاحتفال أن العالم لن يعرف أن الفلافل هى نفسها الطعمية وهى أكلة مسجلة مصرية، وكلمة فلافل هى كلمة قبطية مكونة من ثلاثة أجزاء، فا ، لا ، فل بمعنى ذات الفول الكثير .. ومن المعروف تاريخيا أن أقباط مصر يمنع عليهم أكل اللحوم خلال فترة الصيام فكانت الفلافل هى البديل الشهى ووجبتهم المفضلة، ونحن لا نعيب على الإسرائيليين تناول الفلافل، ولكن عليهم أن ينسبوا الفضل لأصحابه. وهذا يذكرنا بما ادعاه اليهود بأنهم بناة الأهرامات فى مصر، كيف ذلك وقد بدا مجيئهم إليها بعد مجيء النبى يوسف عليه السلام واستدعائه لأبيه النبى يعقوب عليه السلام وأهله وأبنائه الأسباط واستقرارهم فى مصر خلال فترة حكم عزيز مصر حوالى عام 1710 قبل الميلاد، ثم خروجهم مع النبى موسى عليه السلام، بينما بنيت الأهرامات عام 2630 قبل الميلاد أى قبل مجيئهم بأكثر من ألف سنة - وقد أثبت الأثرى الدكتور زاهى حواس كذبهم أيضا فى العصر الحديث بعد اكتشاف مقابر «العمال بناة الأهرام» وتأكيد أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات القائمة قبل مجيء اليهود الى مصر بأكثر من ألف سنة وقال حواس إن المؤسسات الصهيونية أشاعت فى الربع الأخير من القرن الماضى هذه الأكذوبة والترويج لها مستخدمين وسائل الإعلام التى يمتلكونها أو يسيطرون عليها.. وأقول إن الأدلة العلمية كلها أثبتت زيف ادعائهم وقد شهد شاهد من أهلها وهو عالم للآثار بجامعة بن جوريون إذ قال إن الدلائل المتوفرة تشير إلى أن الإسرائيليين لم يأتوا إلى مصر وقت بناء الأهرامات، فلماذا نتبع تلك الخرافات ونعلن أكذوبة أننا بناة الأهرام؟ ومما يؤكد حقدهم على مصر والمصريين بعد كشف كذبهم أنهم أشاعوا أن قوما جاءوا من الفضاء وشيدوا الأهرامات! بل وصنعوا أفلاما سينمائية لترويج أكاذيبهم ولكن كتب لها الفشل لأن الحقيقة الناصعة البياض لا يستطيع أحد طمسها. ونعجب أيضا مما حدث مع الفنان المثقف نور الشريف الذى رحل عنا منذ أيام وقرأته فى ملحق أهرام الجمعة تحت عنوان «الموساد يغتال حلم نور الشريف بسرقة نيجاتيف فيلمه عن فلسطين»، وهو عن فيلم «خيط أبيض .. خيط أسود» وقصة الفيلم تدور حول محامية أمريكية يهودية وهى شخصية حقيقية واسمها (روبين كورتس) كانت تعتقد أن إسرائيل دولة مثالية لكن نظرتها تغيرت وتعاطفت مع الشعب الفلسطينى عندما لمست اضطهاد إسرائيل للعرب الفلسطينيين أبناء البلاد الحقيقيين الذين يعانون السجن والتعذيب والقتل والتشريد.. وقد قام بالبطولة مع نور الشريف صفية العمرى وأمينة رزق وعبدالله غيث وكتب قصته الراحل سير جواميداى وأخرجه المغربى بو غالب البوريكى وكان شابا فى ذلك الوقت وبعض الممثلين والممثلات من إيطاليا، وبعد انتهاء التصوير ولم يكن قد تبقى سوى بعض المشاهد القليلة فوجئوا باختفاء النيجاتيف الخاص بالفيلم بطريقة غامضة، وتأكد الجميع أن الموساد الإسرائيلى كان وراء ذلك الحرص على التعتيم على أخبار الفيلم خاصة أن المخرج المغربى كان معروفا بعدائه الشديد ضد الصهيونية، وأقول لماذا لا يعيد مجموعة من الفنانين المحترمين إحياء هذا الفيلم حيث إن الاضطهاد الإسرائيلى للفلسطينيين مازال بنفس العنف بل وأشد لإجهاض حل القضية الفلسطينية ولكن عليهم توخى الحذر من المكائد الإسرائيلية؟ د.مصطفى شرف الدين