ذكر الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ومدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية أن المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر علي جهود القوات المسلحة والشرطة، بل لابد من مواجهة الفكر بالفكر، من خلال تفكيك العقلية الإرهابية التي تعمل علي إعطاء غطاء شرعي للأعمال الإجرامية باستخدام بعض النصوص في غير موضعها، ومحاولة التعسف في الفهم، والعمل علي ممارسة الإكراه في حمل الناس علي قبول المفاهيم والأفكار الظلامية والمضللة. جاء ذلك خلال ندوة عقدتها الهيئة الإنجيلية بعنوان «المواجهة الفكرية والثقافية للإرهاب» بمقر الهيئة بالنزهة الجديدة. وأضاف أندريه ان الارهاب عابر للحدود ، حيث ترتبط منظماته داخل مصر بالمنظمات الارهابية خارجها ويستخدم التكنولوجيا علي نطاق واسع ولا يعتمد علي وسائل وادوات تقليدية مثلما كان يحدث في التسعينات . مشيراً الي ان الارهاب ليس ظاهرة سياسية طبيعية لكنه « وباء « يسعي الي تدمير الحضارة ، ويمثل اقصي درجات مضاعفات التطرف الفكري . وأكد أهمية إعمال العقل وتوظيف المعرفة والثقافة بمختلف أشكالها وصورها في مختلف المجالات وبخاصة الفكرية والثقافية منها و أهمية انعقاد مثل هذه الندوة، التي يتم من خلالها طرح العديد من الرؤي والأفكار من الحضور. مشيرا إلي أنه سيتم رفع كل الرؤي والافكار المطروحة إلي صناع القرار داخل الدولة، باعتبارها مساهمة من إحدي منظمات المجتمع المدني المصري لمواجهة الارهاب . وقال الدكتور محيي الدين عفيفي الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية إن الاشكالية ليست في الاديان وانما في العقول ، وما يحدث باسم التشدد الذي يؤدي في النهاية الي التكفير ، واخطر من ذلك ان هذا الحكم حينما يصدر علي شخص اصبح مستباح الدم والمال وينتهك عرضه . واضاف عفيفي ان الله خلق التعددية والاختلاف مما نتج عنه اختلاف الافكار ، وهذا لا يمنع التعايش. ودعا الدكتور سمير غطاس - رئيس منتدي الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والامن القومي إلي اعادة ومراجعة مناهج التعليم في مصر ، فالتعليم الخاطيء هو الذي يفرخ البيئة المناسبة لهذا الارهاب . وقال صلاح سالم الكاتب الصحفي بالأهرام في تعقيبه علي الندوة ان الدولة عليها دور كبير في تغيير منهجية التعليم حيث من المفروض ان يتم تدريس الاديان جميعاً علي مراحل التعليم الابتدائي حتي يتعرف الجيل علي كل الاديان لان التركيز علي دراسة دين واحد للطلبة سواء مسلمين او مسيحيين ينشئ التمييز والتعصب.