أكد د. جابر عصفور وزير الثقافة أن وزارة الثقافة ستبدأ فى التعاون مع كل الوزارات والجهات المعنية بتشكيل العقل والوعى المصرى مثل الثقافة والتعليم والتعليم العالى والشباب والأوقاف وذلك من خلال مشروع ثقافى مصرى يجمع كل هذه الوزارات. وأضاف عصفور: من حسن الحظ أننا فى أوائل شهر رمضان المبارك نبدأ اللقاء بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بإعتباره عالما ومفكرا مستنيرا ومؤمنا بالدولة المدنية وبالفكر الإنسانى للوصول إلى مشروع لإعادة إحياء العقل والوعى المصرى وتنمية قدرته على مواجهة الأفكار المتطرفة. وقال جابر: إننا نؤمن بأن التنوع الثقافى الخلاق هو خاصية إسلامية، لأن الإسلام يؤكد فى آياته ونصوصه وتاريخة التنوع الثقافى الخلاق ويسمح بحق الإختلاف والحوار العقلانى، ولحسن الحظ أن بيننا مفكرون إسلاميون عظماء يؤمنون بأن الإسلام كما وصفه الإمام محمد عبده بحق دين العلم، وهذا يعنى من وجهة نظرى أنه دين يؤمن بالدولة المدنية الحديثة الديمقراطية ويؤكد مبدأ المواطنه . وأهدى وزير الثقافة وزير الأوقاف شهادة تقديرية، تقديرا لدورة الجليل فى رفع راية الدين الإسلامى السمح فى مواجهة حملا تالتطرف التى تستهدف صورة الدين الحنيف . جاء ذلك خلال الندوة التى ألقاها د. جابر عصفور وزير الثقافة ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بعنوان "سماحة الأديان" بدار الأوبرا المصرية وذلك فى إطار سلسلة الندوات الرمضانية التى ستقام ويشارك فيها ثمانين داعية من وزارة الأوقاف بقصور الثقافة مع باقى الأنشطة الثقافية بعد الإفطار ليقدمون فيها وجهة نظر الإسلام الوسطية فى قضايا الإستنارة والدولة المدنية وغيرها من القضايا التى تهم الشعب المصرى وتتصل بأهمية وجود دولة ديمقراطية مدنية حديثة. وحضر اللقاء د. محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، د.أيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن، د.فينوس فؤاد، د.خالد البغدادى، الناقد التشكيلى سيد هويدى ولفيف من الإعلامين والصحفيين . وتوجه وزير الأوقاف د. محمد مختار بالشكر لوزير الثقافة على دعوته بالحضور وانطلاقة وزارة الثقافة فى إدارة التنسيق والتعاون بين الوزارات المكونة للفكر المصرى ويدخل فى إطار التكوين الفكرى للمكون الثقافى. وقال مختار: إننا عانينا من إنغلاق الأفق الثقافى وإنسداده لدى كثير من الشباب ونؤمن بأن التنوع الثقافى أحد أهم وسائل التعايش سواء داخل الوطن أو حتى بيننا وبين الشعوب الأخرى، وقد قامت حضارة الإسلام على التواصل والتعارف، مؤكدا بأن الخطاب الدينى يتولاه المتخصصين والحاصلين على الدراسات الإسلامية فى الأزهر وكذلك الحاصلين على إذن بالخطابة فى المساجد . وأوضح أن سماحة الأديان تؤكد بأن المشتركات الإنسانية التى يمكن أن تجمع بين بنى البشر كثيرة، فالإسلام كرم الإنسان على إطلاق إنسانيته لا على أساس دينه أو لونه أو جنسه، وحرم قتل النفس مطلقا. وأدلى وزير الأوقاف ببيان مشترك بين وزارتى الثقافة والأوقاف جاءت فكرته نتيجة الانشغال بما حدث من تفجيرات إرهابيه غاشمه تتبناها قوى الشر والتطرف قال خلاله: "نحن نريد وقفة رجل واحد لإجتساس الإرهاب ورفع الغطاء عما ندعمه، لاشك أن الأرهاب الأسود الذى يطل بأنيابه المهشمه فى حاجة إلى وقفة رجل واحد لٌإقتلاع هذه الأنياب والعمل فى تكامل كامل مستمر حتى يلفظ هذا الإرهاب الأسود أنفاسه الأخيرة. وأضاف: على المستوى المحلى علينا أن نتأكد أن هناك قوة داعمة لهذا الأرهاب الإسود توفرله غطاءً ماديا أو أدبيا أو معنويا وأقل ما توصف به هذه القوى هى الخيانه الوطنيه العظمى، وعلى المستوى الإقليمى ينبغى أن يعى الجميع أننا ما لم نتضافر فى مواجهة هذه القوى الظلامية ومن يقف خلفها من الطامعين فى خيرات منطقتنا العربية أو المستفيدين من ضعفها وتمزقها وتفتيتها، ويعلم الجميع مَن المستفيد من ضعف وتمزق الأمة العربية أو الواهمين ببناء أمجاد أو تبؤ مكانه أكبر من حجمها الطبيعى أو الإقليمى حتى ولو على حساب تفتيت دول هذه المنطقة والتى بُنيانها بعيدا عن كل مبادئ الإنسانية السمحة وإنتهاك واضح لكل معانى حقوق الإنسان التى يتشدقون بها ونحن على ثقة بالله بأنه سيحفظ مصرنا الغالية التى هى صمام الأمان للمنطقة كلها وأن الإرهاب الأسود سيأكل من يدعمه أو على الأقل سيعُض بقوة اليد التى غذته " . ثم قام بتقديم العزاء لشهيدى التفجيرات التى حدثت أمس ودعا للمصابين بالشفاء، مضيفا جمعة بأن هذه المحاضرة تأتى فى إطار التواصل الثقافى الذى يؤمن به مع تبادل الرؤى بين أبناء مصر جميعا فى محاولة لكسر الرفض المطلق للآخر أو للمختلف فكريا أو ثقافيا أو دينيا أو سياسياً. وفى إحدى المداخلات طالب أحد الحضور بعمل موسوعة إسلامية مصرية للعالم الإسلامى، كما طالب البغدادى بمراجعة كل الكتب التى تُدرس فى المعاهد الأزهرية لأنه يوجد بها الكثير من اللغط والعنف فضلا عن الآراء الشاذه فى أمهات الكتب وطالب بتوضيح مفهوم الفرق بين الفتوة الدينية والرأى الدينى كما طالبت أيضا إحدى الحضور بتكثيف البرامج الدينية فى رمضان وخاصة للأطفال.