على الرغم من أن قرار د. محب الرافعى وزير التربية والتعليم، المزمع تطبيقه بداية من العام الدراسى المقبل بوضع 10 درجات لحضور الطالب وسلوكه داخل المدرسة، أثار ردود أفعال غاضبة بين معظم الطلاب وأولياء الأمور، فإنه قوبل من بعض المدرسين بالاستحسان، خاصة بعد أن أعلنت الوزارة أن هذا القرار لجعل الطالب يشعر بأن هناك منظومة للثواب والعقاب، وأن فكرة السلوك والحضور تطبق فى نظم التعليم فى العالم كله، وأن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الانضباط داخل المدرسة، ومنها نشر الدروس للطلاب على الموقع الإلكترونى للوزارة، التى يقوم بإعدادها مجموعة من الأساتذة المتخصصين، ، اجراء امتحانات تجريبية، خاصة لمرحلة الثانوية العامة، كما يقوم المركز القومى للامتحانات حاليا بإعداد بنك الأسئلة لطلاب الصف الثالث الثانوى لتدريبهم عليها، بالإضافة إلى اعداد كراسة أنشطة مهارات التفكير والتى يبدأ تطبيقها من الصف الأول الإعدادى، مع عودة مسابقة أوائل الطلبة، ودورى الفصول، والاهتمام بجميع الأنشطة. يرى عبد الناصر إسماعيل مدرس بمدرسة السعيدية وأحد المقترحين لإضافة 10 درجات، أن هذا القرار وسيلة لعودة الطالب للمدرسة مرة أخرى، خاصة أنه فى حاجة الى هذه الدرجات، بشرط تطبيقه بشكل جيد ووجود رقابة على المدارس لعدم إستغلال بعض المدرسين له. يقول إبراهيم محمد -مهندس- لتنفيذ ذلك لابد من تخفيف كثافة الفصول بحيث لا يزيد عدد الطلبة فى الفصل على 35 طالبا فقط، مع توفير الأثاث السليم والصالح لجلوس الطلبة وتعليمهم، بالإضافة الى سد العجز فى هيئة التدريس لكل التخصصات قبل بدء الدراسة بوقت كاف وتثبيت جدول الحصص منذ اليوم الأول للدراسة، مع تحقيق العدالة لجميع الطلبة فى الحضور وتدوين الغياب وتسجيله بصدق وأمانة وشفافية، بذلك تتم الاستفادة من الحضور للمدرسة ولن يكون مجرد حبس للطالب داخلها دون فائدة. يقول عاطف اسماعيل طالب فى الصف الثالث الثانوى: إن هذا القرار هو بداية انهيار التعليم وفتح باب للوساطة والمحسوبية، 10 درجات ملك تصرف المدرس أو المدرسة- أى تقريباً 2,5 % فى حين أن ربع درجة تغير مسار الطالب ليس من كلية لآخرى فقط ولكن من مرحلة تنسيق لأخرى يعتبر كارثة. وتضيف مروة شاهين- طالبة- إن هذه الدرجات العشر ستكون سيف المدرسين على رقابنا فلابد أن نأخذ عندهم درسا من أجل هذه الدرجات، ثم نأخذ عند آخرين من أجل أن نفهم، ومن أين لأولياء أمورنا بكل هذه المصروفات، وتتخوف من أن طلبة الصعيد والريف سيحصلون على الدرجات العشرة لاعتبارات الجاه والعزة المؤثرة بشدة في تلك المناطق وأيضاً المدارس الخاصة حتى تحسن من نتيجتها، ولن يضار إلا طلبة المدارس الحكومية. ويؤكد د. محمد سكران أستاذ التربية جامعة الفيوم والحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية أن الثانوية العامة أصبحت ثانوية كل من يتولى وزارة التربية والتعليم، لذلك علينا التروى قبل اتخاذ أى قرار حتى لا يأتى بنتيجة عكسية كما أنه لاينبغى أن يكون للثانوية وضع خاص فى إضافة الدرجات، خاصة أن الطلاب لاينتظمون فى المدرسة من الأساس، لأنه لاتوجد مدارس فعلية بسبب الدروس الخصوصية، فإذا أردنا أن نضيف درجات للثانوية العامة فينبغى فى المقام الأول أن نجعل المدرسة عامل جذب، بأن نوفر الإمكانات والثقافة لغرس انتماء الطالب للمدرسة، بمعنى آخر أن تكون المدرسة فى دائرة اهتماماته، وأن يحدث نوع من المصالحة بين الطالب والمؤسسة التعليمية. أما د. محمد سعيد زيدان أستاذ المناهج بتربية حلوان فيرى أن السبب فى غياب طلاب الثانوية العامة طوال العام الدراسى أن المدرسة ليس بها تعليم حقيقى أو جذب للطالب، ولما أصبحت المدرسة بلا دور وجب محاكمة المدرسة قبل الطلاب، مؤكدا أن هذا القرار يفتح باباً واسعاً للظلم. هذا وقد قام اتحاد طلاب مدارس مصر بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم، تساءل خلالها الكثير من الطلاب عن ال 10 درجات التى ستضاف للثانوية العامة بدءا من العام المقبل، حيث أكدت الوزارة أن هذا الأمر مازال محل دراسة، ولم يتم التأكيد أو الموافقة عليه نهائيا.