تباينت ردود أفعال الأحزاب والحركات والقوي السياسية حول ترشح السيد عمر سليمان, نائب رئيس الجمهورية السابق, لمنصب رئيس الجمهورية،ففي حين رحبت أحزاب وحركات وطنية بالترشح الذي وصفته بأنه زلزال أشعل المنافسة بين الإسلاميين ورموز النظام السابق. أعلنت أحزاب وحركات ثورية رفضها لهذا الترشح الذي اعتبرته محاولة لإنتاج النظام القديم. وأعرب آلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت عن دهشتهم من قرار سليمان بالعودة إلي الساحة السياسية بعد14 شهرا من ثورة25 يناير إلي جانب اثنين من رموز النظام السابق وهما عمرو موسي وأحمد شفيق. وفي تطور لاحق تواصلت آلاف التعليقات علي موقعي( تويتر) و(فيس بوك) بين مؤيد ومعارض ومتحفظ في حين اعتبر الكثيرون ترشح سليمان دليلا علي أن مصر تسير علي خطي رومانيا بعد رحيل تشاوشيسكو. وقالت الصفحات المؤيدة لسليمان إن مصر بحاجة إلي زعيم قوي في وقت تتزايد فيه المخاطر التي تهدد وجود واستقرار الدولة المصرية. ومن جانبها نشرت صفحة حزب الحرية والعدالة علي الفيس بوك صورا لسليمان مع عدد من قادة إسرائيل. ووصفت جماعة الإخوان المسلمين ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة بأنه مسمار في نعش الثورة, موضحا أن فوز سليمان بالرئاسة تعني عودة نظام مبارك. وقال سيد نزيلي عضو مجلس شوري الجماعة إن الإخوان يكثفون جهودهم في الوقت الراهن لحشد كل التيارات الإسلامية والوطنية وراء الشاطر وفي مواجهة عمر سليمان. وفي تطور لاحق نفت الجماعة الأنباء التي ترددت عن انسحاب خيرت الشاطر لمصلحة سليمان, وقال وليد شلبي المنسق الإعلامي للمرشد إن مرشح الجماعة لن يتنازل لأي مرشح وأنه مستمر في خوض الانتخابات. ونفي الدكتور أحمد عبدالرحمن القيادي في مجلس شوري الإخوان أن يؤثر ترشح سليمان علي فرص الشاطر, مشيرا إلي أن الرصيد الشعبي لسليمان لن يؤهله للفوز في معركة الرئاسة. وأعلن الدكتور عماد الدين عبدالغفور رئيس حزب النور أن الحزب متمسك بموقفه إزاء دعم مرشح إسلامي في انتخابات الرئاسة لكنه سوف يتخذ قراره النهائي بعد غلق باب الطعون. وكان حزب النور قد عقد اجتماعا طارئا أمس( السبت) مع قيادات القوي الإسلامية لبحث الموقف من ملف الرئاسة وعقب الإعلان عن ترشح عمر سليمان. وقال الدكتور عبدالجليل مصطفي المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أن ترشح سليمان يعني استمرار نظام مبارك كما يمثل محاولة لاجهاض ثورة25 يناير. ووصف الدكتور محمد غنيم القيادي بالجمعية ترشح سليمان بأنه رد من المؤسسة العسكرية علي ترشح الإخوان للشاطر مؤكدا حق كل مواطن في الترشح وحق المصريين في الاختيار. ومن جهة أخري أصدر التحالف البرلماني الحر المكون من أحزاب الحرية والمواطن المصري والاتحاد بيانا أكد خلاله المهندس معتز محمد محمود الناطق باسم الاتحاد ورئيس هيئته البرلمانية في مجلس الشعب أن موقف الاتحاد من مرشحي الرئاسة سوف يتم إعلانه عقب قفل باب الترشح. وفي تطور لاحق وصف نبيل زكي, المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع, ترشح عمر سليمان بأنه خطوة ستؤدي إلي تنشيط معركة الرئاسة, مؤكدا أن حملة سليمان سوف تركز علي الأزمة الاقتصادية والانفلات الأمني ومحاولة التيار الديني التحكم في مستقبل المجتمع المصري. وأعرب الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي عن دهشته لقرار سلميان بالترشح مشيرا إلي أن هذا القرار سوف يؤدي إلي تفتيت أصوات مؤيدي عمرو موسي وأحمد شفيق. وتوقع أنور عصمت السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية فوز سليمان بأصوات شريحة كبيرة من المصريين, مشيرا إلي تغير المزاج العام للمجتمع ووجود شعور عام بالقلق من هيمنة الإخوان والإسلاميين. وأضاف أن مصر بحاجة إلي رئيس لديه خلفية عسكرية لإعادة هيبة الدولة والحفاظ علي الأمن والاستقرار. من ناحية أخري أكد اتحاد شباب الثورة أن ترشح سليمان انقلاب علي ثورة25 يناير, وقال حمادة الكاشف أحد المتحدثين الرسميين باسم الاتحاد إن الثورة سبقت أن رفضت تولي سليمان لمنصب نائب الرئيس. وأكد عمرو حامد أحد المتحدثين الرسميين باسم الاتحاد أن ترشح سليمان يتعارض مع رغبة الملايين التي خرجت يوم11 فبراير في ميدان التحرير والمحافظات الأخري رافضة تفويض مبارك له. وانتقد الدكتور شادي الغزالي حرب خوض رموز النظام السابق لانتخابات الرئاسة محذرا من حدوث ثورة جديدة في حالة الاصرار علي استنساخ النظام السابق. وقال رامي لكح رئيس حزب الإصلاح والتنمية إن الهيئة العليا للحزب تتجه لاختيار عمر سليمان مرشحا لها مشددا علي أن مصر بحاجة في هذه المرحلة الحرجة إلي شخصية عسكرية لقيادتها. وأضاف أن سليمان يتمتع بخبرات واسعة علي الصعيدين الداخلي والخارجي وأنه الوحيد القادر علي حماية الدستور. ووصف الدكتور محمد محسوب عضو الهيئة العليا لحزب الوسط ترشح عمر سليمان بأنه إعادة إنتاج للنظام السابق وأنه سيؤدي إلي موجة جديدة من الثورة. ودعا في حسابه علي( تويتر) كل القوي الوطنية والإسلامية إلي التوافق علي مرشح واحد لمواجهة مرشحي النظام السابق. ومن جانبه أعلن حسن أبوالعينين أحد المحامين المدعين بالحق المدني لمصلحة شهداء ثورة25 يناير دعمه لترشح عمر سليمان للرئاسة, مشيرا إلي أنه كان مسئولا عن الحوار بين القوي السياسية وليس له علاقة بجرائم قتل المتظاهرين. ودعا النائب السلفي ممدوح إسماعيل نائب حزب الأصالة المجلس العسكري إلي الاحتكام إلي رأي الشعب في اختيار الرئيس القادم, مؤكدا أنه قد آن الأوان لأن يتولي حكم مصر من يريده الشعب لا من يختاره أي تيار أو جماعة أو جهة أخري. وأكد فادي يوسف رئيس ائتلاف أقباط مصر أنه من الخطأ النظر إلي عمر سليمان باعتباره السبيل للخلاص من التيار الإسلامي, وطالب جموع الشعب بالحذر وعدم الانسياق وراء هذا الاتجاه. ووصف ترشح سليمان بأنه سيناريو معد سلفا قبل سقوط النظام السابق, مشيرا إلي أن هناك بالفعل عدد من المرشحين الذين يستطيعون تحقيق التوازن بين أطياف المجتمع. وأكد طارق سباق النائب الوفدي وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن ترشح عمر سليمان للرئاسة معناه أن مصر لم تقم بها ثورة, حيث عمل مع الرئيس السابق طيلة25 عاما وبحكم منصبه كمدير للمخابرات كان يعرف كل مساوئ الرئيس السابق والحكم السابق ومع ذلك لم يحرك له ساكنا إزاء كل ما يحدث. وقال سباق إن عمر سليمان كان يتولي سلطات رئيس الجمهورية قبل أن يتنحي مبارك ولم يفعل أيضا شيئا. وأشار سباق إلي أن ترشيح سليمان ردة عن ثورة25 يناير. في الوقت الذي أعلن فيه حزب حقوق الإنسان والمواطنة, تأييده لترشيح السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق لرئاسة الجمهورية. وذكر حزب بيان أصدره رئيسه المستشار الدكتور أحمد جمال التهامي, أن هذا التأييد, جاء بعد موافقة أمناء الحزب بالمحافظات, وبعد دراسة وافية للأحداث الحالية وكل والمتغيرات والمتلاحقة. وأضاف التهامي, أن تأييد سليمان يأتي في ضوء الحرص علي تحقيق المصلحة العليا لمصر.