المشروع الذى كان منذ عام واحد فقط حلما يحمل إرادة شعب وثق فى قائد وعد فأوفى بالوعد.. هذا الحلم اصبح الآن حقيقة ساطعة أمام العالم كله.. الخميس الماضى احتفل شعب مصر العظيم الذى دائما ما يثبت على مر التاريخ أنه شعب قادر على تخطى الأزمات والصعوبات بافتتاح مشروعه القومى «قناة السويس الجديدة» هدية مصر الى العالم. ممهدا الطريق أمام نمو اقتصادى أقوى لمصر وخاصة مع البدء الفورى فى مشروعات التنمية فى محور قناة السويس بما يحقق الرخاء الاقتصادى للمصريين ويسهم فى لحاقها بقطار التنمية العالمية.. وهنا يأتى دور النقل الجوى فى التكامل مع هذه المنظومة وترجمة هذا التكامل بصورة عملية على ارض الواقع بما يعيد لمصر مكانتها الاستراتيجية كممر ملاحى عالمى بحرا وجوا فى الاقتصاد والتجارة العالمية، خاصة ان لدى وزارة الطيران المدنى مشروعا عملاقا وهو مدينة المطارات «ايربورت سيتى» والتى تعد نقلة نوعية كما يقول خبراء الطيران، حيث ان المشروع يعد الأول فى مصر وال 19 على مستوى العالم، وهو ما يعيد تبوأ مصر مكانتها فى مقدمة الدول المستثمرة فى مجال المطارات، كما أن المشروع يوفر فرصا لأكثر من 100 ألف شاب باستثمارات تزيد على 80 مليار جنيه وعوائد متوقعة من المشروع تصل الى 422 مليار جنيه.. ومن هنا نرى انه لابد من التنسيق والتكامل وليس التنافس بين «نوعية» و«انشطة» مشروعات محور تنمية قناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة ومشروعات مدينة المطارات، وكذلك «العاصمة الادارية» الجديدة لمصر، وتفادى إقامة انشطة متشابهة دون تنسيق بما يخدم الاقتصاد المصرى، ويوجد ملايين من فرص العمل ويزيد من الاستثمارات لكى تتكامل منظومة المشروعات.. كما ان مشروعات انشاء مطارات دولية جديدة فى المناطق القريبة من محور قناة السويس والعاصمة الجديدة وكذلك تطوير المطارات القائمة حاليا وربط مدينة المطار بميناء العين السخنة وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة بما يسهم بشكل استراتيجى فى تنمية وتطوير هذه المناطق، نظرا لما يمثله توسيع الطاقة الاستيعابية للنقل الجوى من أهمية بالغة للنمو الاقتصادى وتنمية الحركة السياحية، علاوة على ضرورة وضع خطة استراتيجية للشحن الجوى لزيادة الصادرات. الخبراء اشاروا الى أهمية ربط منظومة النقل جوا وبحرا فى إطار متكامل مع مشروعات منطقة قناة السويس، ودعم التنسيق بين الوزارات المختلفة لربط أنشطة المشروعات الاستثمارية بالشبكة القومية للسكك الحديدية.. محور آخر لا يقل أهمية كما يرى الخبراء وهو ضرورة السعى الحثيث لجذب مزيد من الاستثمارات للمشروعات بالترويج والتسويق له محليا واقليميا ودوليا بالتنسيق مع جميع الجهات والوزارات المعنية للوصول الى مختلف بلدان العالم. ويرى الخبراء أنه على المدى الطويل ستسهم الزيادة فى قدرات الشحن والنقل من مناطق محور القناة وغيرها من المناطق المحيطة فى زيادة الصادرات المصرية ودعم المشروعات الجديدة، خاصة المشروعات التنموية التى تقوم على تشغيل العمالة الكثيفة دعما للاقتصاد الوطنى. الحقيقة المؤكدة أن «قناة السويس الجديدة» بكل المقاييس إنجاز تاريخى رائع فى تاريخ مصر والمصريين، وهو ما يتطلب استراتيجية جديدة ايضا فى شكل وأسلوب التعامل مع المشروعات التى ستقام حولها ويتطلب ايضا تكامل منظومة صناعة النقل الجوى وما يتعلق بها من أنظمة ومطارات مع الواقع الجديد بعد افتتاح القناة، لأن زيادة الاستثمارات فى هذه المشروعات يعد إضافة جديدة نتمنى أن تثمر عن مزيد من فرص العمل للشباب ووضع مصر على خريطة الدول الاقتصادية المتقدمة... فهنيئا لمصر بقناة السويس الجديدة وبمشروعاتها القومية العملاقة.