أدرك عبد الناصر اللعبة متأخرا بعد عدة حروب لاستنزاف قدرات وطن, وتفريغ مضمون القيمة العربية الموحدة, ثم تفريغ منظومة دول عدم الانحياز, وبناء دوله وجيش وطني مدعم بتنوع السلاح. واستقرار منظومة اقتصاد وطني قائم علي الصناعات وتحرير الزراعة من قيود الإقطاع, وتعبئة وجدان الشعب بفن راق, وثقافة مستنيرة داعمة للمواطن والمواطنة, وحرية الشعوب وكانت النهاية لعبة الأزمة الصحية!!. وأدرك السادات الإستراتيجية الكامنة في دهاليز السياسة الأمريكية وحراك مؤسسة المخابرات في مقولته الشهيرة( جميع أوراق اللعبة بيد أمريكا) و1973 أخر الحروب, وفرض السلام والتطبيع السياسي والاقتصادي والمجتمعي, وهذا لم يكن علي بال أحد من المصريين.. ولم تكن النهاية إلا لعبة( الاغتيال)!!, ومبارك أدرك اللعبة متأخرا بأنه كان ورقة من الثلاث ورقات المتلاعب به علي خريطة العالم العربي, فاعتلي الحكم وداس علي المحكوم ونسي الوطن, وغفل عن المواطن فأفاق علي صيحاته لا للتوريث ثم ارحل.. نهاية اللعبة بمليون صيحة وعبارة علي رؤوس مليون مواطن أدركها.. وأدركنا النهاية لتبدأ أوراق اللعبة الانتقالية( مرحلة) دشنها الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه بجامعة القاهرة, انطلاقا للمرحلة الثانية لتحقيق إستراتيجية أعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديدة وتفعيل دور مؤسسة المخابرات للعب بما لديها علي رقعة الربيع العربي, بدأ من( مصر). الورقة الأولي: حركة6 أبريل وكفاية بعد الانشقاق والتشرذم وفقدان شعبيتها لقلة خبراتها خسارة ورقة محروقة!!, والثانية: الاشتراكين واللبراليين والعلمانيين وأحزابها الكرتونية الهشة ومنهوكة القوي بلا فاعلية وأصبحت ورقة محروقة!!, والثالثة: الجمعيات الأهلية وحقوق الإنسان المجندة والمدعمة بأموال مشبوهة, والمكلفة بالعمل السفلي, فقد كشفت عن عوراتها وفقدت مصداقيتها وتلاشت خفافيشها وأمست ورقة محروقة أيضا!!. بشفافية.. أدت الأوراق الثلاث أدوارها ونفذ مفعولها فلا وقت ضائع.. فأسبقية العمل المؤسسي للسياسة الأمريكية جاهز.. والبدائل معدة لتحقيق مضامين اللعب بأوراق ثلاث أخري!!, وقد وضحت الرؤية. ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم