في سابقة تعد الأولى من نوعها، ينتقل المطلب الشعبي لأبناء محافظة الغربية، على مدى عقود مضت، بتخصيص شاطئ وظهير صحراوي لمحافظتهم، من دواوين الحكومة إلى ساحات المحاكم؛ حيث أقام أحد المحامين بدعوى قضائية أمام الدائرة الرابعة بمحكمة القضاء الإداري بالقاهرة، تطالب المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء (بصفته) بإصدار قرار بتخصيص ظهير صحراوي وشاطئي لمحافظة الغربية، وبمساحة كافية تتحقق بها نهضة تنموية وتوسع صناعي واستثماري وسكني، بما يضمن للمواطن حياة كريمة. واستند المحامى «شريف صبري» في دعواه التي تحمل «رقم 68413، لسنة 69ق» إلى أن المحافظة مساحتها حوالي 462 ألف فدان، مزروع منها 85%، وسكانها حوالى 5 ملايين نسمة، وأنها محافظة تمثل رمز العطاء و الخير لجميع مواطني الشعب المصري، وأن تزايد النمو السكاني يجبر سكانها على التعدى على الأرض الزراعية، وأن ارتفاع سعر أرض البناء، وجشع مافيا العقارات بالمحافظة، جعل الأرض تضيق بأبنائها، وأنه «كان لزامًا على الدولة سرعة تخصيص ظهير صحراوي و شاطئي ليكون مفتاح النجاة لأبناء الغربية، خاصة بعد أن ضاقت بهم سبل العيش و السكن، فتفشت الجريمة بسبب كثرة العشوائيات، وعدم وجود فرص عمل للشباب، وتأخر سن الزواج لعدم وجود سكن، مما زاد من نسبة العنوسة بين الفتيات الفضليات. كما أوضحت صحيفة الدعوى أن محافظة الغربية يمتد تاريخها إلى عهد الفراعنة، وكانت مركزًا حضاريًّا فى قلب الدلتا حتي العصر القبطي و الرومانى، وكان لها تاريخ بطولي في التصدي للحملة الفرنسية يوم 7 أكتوبر من عام 1798م، مما جعل هذا اليوم عيدًا قوميًّا لها.. لا يُعقل ألا يكون لها ظهير صحراوي حتى الآن، يسهم في حل جميع مشكلاتها، ويكون مُتنفسًا لأبنائها، خاصة أنه تم تعديل الحدود الجغرافية للغربية أكثر من مرة، إلى ان أصبحت بالشكل الحالي، وكثرت مطالبات أبنائها بتخصيص ظهير صحراوي وساحلي، ولكن دون جدوى!! وأن أرض مصر من حق المصريين جميعًا، فلا مجال لحرمان محافظة من خير الوطن لاعتبارات موضوعية أو سياسية أو جغرافية؛ لأن الوضع الحالي لمحافظة الغربية كارثي، مما يستلزم ضرورة تخصيص هذا الظهير الصحراوي والشريط الساحلي. وتضمنت الدعوى دراستين: إحداهما ترى أن يكون التوسع الصحراوي باتجاه مركزيْ: كوم حمادة ووادي النطرون في محافظة البحيرة وحتي الطريق الصحراوي القاهرة – الإسكندرية، والساحلي بضم مراكز: بيلا والحامول والبرلس، بمجافظة كفر الشيخ. اما الدراسة الثانية فهي التي أعدها أحد أبناء محافظة الغربية الدكتور عبد المنعم البسيوني، أستاذ الهندسة، رئيس جامعة المنيا الأسبق، والتي تحدد بخرائط الأقمار الصناعية أفضل المواقع لتخصيصها ظهيرًا صحراويًّا للغربية، وتبدأ من منطقة غرب طريق وادى النطرون – العلمين، ويتم ربط محافظة الغربية بهذه المنطقة من خلال طريق حر بين مركزى كفر الزيات وكفر الدوار، يلتقى مع طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوى عند مدخل طريق وادى النطرون العلمين الجديد فى الكيلو 120. وتهدف هذه الدراسة إلى الحد من العشوائيات ونقلها إلى قرى الظهير الصحراوى حيث سيتم إقامة مجتمعات عمرانية جديدة مخططة بصورة حضارية، مما سيوفر فرص عمل للشباب، ويمنع البناء على الأرض الزراعية، ويعمل على التوسع فى الرقعة الزراعية بالخروج من الوادى الضيق، وإعطاء الفرصة للمحافظة لإقامة مشروعات قومية كبيرة فى مجالات متعددة خاصة فى الصناعات النسيجية التى تشتهر بها المحافظة، كما سيقضى هذا الظهير على التكدس السكانى ويزيد من دخل الأسرة والدخل القومى عموما بتبنى زراعات تصديرية وإقامة صناعات زراعية متطورة بالإضافة إلى القضاء على السلوكيات السيئة التى صاحبت سكن الأسرة فى غرفة واحدة أو فى العشوائيات. كما استندت الدعوى إلى قرارات سابقة صادرة من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بتخصيص أراضٍ لمحافظات مختلفة بمساحات تعدت آلاف الافدنة. وناشدت الدعوى القيادة السياسية بسرعة الاستجابة لصدور هذا القرار لما سيدخل البهجة والسرور علي كافة الأسر بمحافظة الغربية.