دارسة دولية حول تأثير قناة السويس الجديدة على النقل البحرى والخدمات اللوجستية تؤكد:

72% نموا فى مرور السفن العملاقة حمولة 21 الف طن و20% نموا فى المتوسطة فى 2018

اكدت دراسة شاملة حول " مراقبة النقل البحرى والخدمات اللوجستية" التى يقوم بها مركز Economic Research Centre ForSouthern Italy And The Med Area«SRM- مركز بحوث التابع لمجموعة انتيسا سان باولو الايطالية بالتعاون مع بحوث بنك الاسكندرية - وتطرح الورقة تصوراً مستندا الى بعض الأفكار والبيانات والآثار المتوقعة لمشروع قناة السويس الجديدة ضمن دراسة شاملة جارى إعدادها حاليا، بهدف رصد الآثار الاقتصادية على التجارة البحرية فى حوض البحرالأبيض المتوسط". اكدت ان مصر تقدمت على مؤشر الربط البحرى الصادر منظمة الاونكتاد العالمية ، لتحتل المركز 19 (من بين 157 دولة) ،وهو مؤشر يقيس القدرة التنافسية لنظام النقل البحرى استنادا إلى شبكة وجودة الخدمات التى تقدمها الموانئ للحاويات. وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط،تعتبر مصر من ضمن البلدان ذات الأداءالأفضل حيث ارتفعت الى مرتبة أعلى بواقع 20 نقطة بالمقارنة بعام 2004
كما تقدمت مصر 35 مركزاً فى مؤشرالأداء اللوجيستى بين عامي2007 - 2014،لتحتل المركز 62 جدير بالذكر ان مؤشرالأداء اللوجيستى يصدره البنك الدولى لقياس القدرة التنافسية اللوجستية ويشمل 160 دولةعلى مستوى العالم ومن المتوقع أن تحقق هذه المؤشرات مزيدا من النمو بعد توسيع قناة السويس. وكذلك سوف تنعكس الاثار الايجابية للمشروع على تحسن الاقتصاد المصرى ،اخذا فى الاعتبار أن البلدان ذات الكفاءة اللوجستية، مثل مصر، تحقق معدلات نمو لمتوسط نصيب الفرد من الدخل وكذلك التجارة الخارجية بنسب 1% ، 2% على التوالى . وقد عبرقناة السويس فى عام 2014 سفنا تحمل 822 مليون طن من البضائع ، إتجه 416 مليون منها جنوبا بينما اتجه 406 مليون طن شمالا، (بما يمثل حوالى 8٪ من حجم السلع المتداولة عالميا).
سجل تحركة مرور البضائع فى القناة زيادة بمعدل 120٪ بين عامى 2000 و 2014. وخلال الفترة من يوليو إلى مارس من العام المالى 2014/2015 بلغت إيرادات قناة السويس 4.1 مليار دولار،بزيادة قدرها 2.5٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
خلال نفس الفترة سجلت سفن الحاويات المتجه من الشمال للجنوب (والتى تمثل 50٪ من إجمالى حجم التجارة) نمواً بنسبة 187٪ فى حين حققت سفن الحاويات المتجهة من الجنوب للشمال نمواً 219٪،ومن ناحية أخرى فقد شهد عام 2014 توازنا ملحوظاً ما بين اتجاهى عبور السفن(212 مليون طن لسفن الحاويات المتجه من الشمال للجنوب و222 مليون طن المتجه من الجنوب للشمال). فيما سجلت المنتجات النفطية نمواً ملحوظاً لترتفع من 50 مليون طن فى عام 2000 إلى 178 مليون طن فى عام 2014 (+ 251٪).
وإذا أولينا رصدا لحركة الملاحة المتجهه شمالا بقناة السويس، سيبدو واضحا الدورالمتزايد للخليج العربى كمصدر للشحنات. ففى عام 2014،نجد ان 34٪ من الشحنات بحجم137 مليون طن جاءت من هذه المنطقة لتأتى فى المركز الثانى بعد منطقة جنوب شرق آسيا، والتى يبلغ حجم الشحنات منها 161 مليون طن.
وتعتبر سفن الحاويات أكثر أنواع السفن استفادة من مشروع قناة السويس الجديدة ؛ومن ثم ستلعب دورا ًأساسيا. لذا فانه يجرى حاليا تنفيذ مشروعات بنية تحتية لهذا الغرض.
ستكون منطقة قناة السويس التى تشملها مشروعات التوسعة قادرة على المنافسة مع المناطق اللوجستية الكبرى فى العالم،وبصفة خاصة مع روتردام شمال أوروبا وهامبورغ.
شهد عام 2015، نمواً فى تسجيل طلبات العبور بالقناة يشمل زيادة لأسطول سفن الحاويات تبلغ حوالى 7٪.وبحلول عام 2018،سيرتفع هذا المعدل ليصبح 72٪ إذاما أخذنا فى الاعتبار مرور السفن العملاقة التى تتراوح بين 18 – 21 الف حاوية، و20.7٪ معدل نمو لأسطول السفن نمطية الحجم بسعة 13-18 ألف حاوية. تشير التوقعات الى امكانية عبور 83 سفينة عملاقة بحلول عام 2018 بقناة السويس، تتركز أساسا فى طرق الشمال الشرقى الأقصى لأوروبا والشرق الأقصى للمتوسط حيث تتشط التحالفات الكبرى أيضا حيث يلاحظ استحواذ كل منM2وOcean Three ،الى جانب آخرين ،على حصة سوقية تبلغ 39% و 27% على التوالى من سوق طريق وسط آسيا .
وأخذا فى الاعتبار أنه بافتتاح قناةالسويس الجديدة ،ستتقلص أوقات مرور السفن من 18 ساعة إلى11ساعة، كما سيسمح للسفن الأكبر حجما بالمرور عبر القناة، فأنه يتضح احتمالات تغيير اختيارات المسارات التى تحددها شركات الشحن. على وجه الخصوص حيث تشير التقديرات إلى أن استخدام طريق السويس سيحقق وفرا فى تكلفة التشغيل لأى شركة نقل بحرى يبلغ 4٪ فى المتوسط.