ليس حادث تفجير قرية «سترة» فى البحرين والذى أعلنت جماعة غامضة اسمها (المقاومة الاسلامية- سرايا وعد الله) مسئوليتها عنه هو السبب الوحيد لكتابتى لهذه السطور، كما ليس ما سبقه من قيام البحرية الملكية البحرينية قبلها بأيام، باحتجاز لنش يحمل أسلحة، وكمية ضخمة من مادة (سى فور) شديدة الخطورة والانفجار، هو سبب هذا العمود، لا بل ليس ما أعلنته كل من المنامة والرياض عن تشككاتهما فى أن أيادى ايران وراء ذلك العبث بأمن البحرين والخليج هو مبرر ما سوف أنشره الآن. ولكن مراكمات أحداث ووقائع جرت فى البحرين- بالذات- هى سبب يقينى بأنه لا يوجد من يستهدف المنامة سوى ايران، وعلى رأس تلك الوقائع عمليات تأليب واستغلال شيعة البحرين لاثارة الاضطرابات ضد النظام هناك وسط هوجة ما يسمى (الربيع العربي) وهو ما أعقبه تحريك قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجى الى المنامة. استهداف أمن الخليج العربى وبالذات مناطق التركز الشيعية مثل المنطقة الشرقية بالسعودية، والبحرين والكويت والامارات هو مقصد ايرانى واضح ووسيلة طهران للسيطرة على تلك المناطق واستخدام الشيعة فيها للتخديم على المخطط الايرانى المتكرر الذى نرى فصولاً منه فى لبنان وسوريا واليمن والعراق، وكانت هناك محاولة لاستنساخه فى السودان، لولا طبيعة السودان المغايرة من جهة وتدخل السعودية لاحباط المخطط واغلاق المراكز الثقافية الايرانية التى حاولت نشر التشيع فى السودان من جهة أخري. هذه أمور ستتعاظم كثيراً بعد اتفاق طهران مع دول (5+1) حول الملف النووى لأنها ستستغل سماح الغرب لايران بأن تلعب دوراً اقليمياً ودولياً أكبر، فى فرض سيطرة طهران على مجالها الحيوى ومواصلة وتعزيز جهد تصدير الثورة، ومواجهة ذلك المخطط الايرانى لا تكون الا بالاتحاد المصري/ العربى وليس بمحاولة الاستقواء بتركيا (السُنية) فى مواجهة ايران، اذ أن لأنقرة أهدافاً فى العالم العربى لا تقل خطورة عن طهران. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع