حرصت وسائل الإعلام الصينية على متابعة وقائع احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، وأفردت مساحات كبيرة لفاعليات الاحتفال، وتصدر الحدث جميع نشرات الأخبار على القنوات الصينية بلغاتها المتعددة. كما خصصت قناة هونج كونج الأشهر "فونيكس ستالايت" طوال يوم الخميس لنقل وقائع الاحتفال على الهواء مباشرة، من خلال مراسلتها المصرية التى حضرت الاحتفال، والمحللين فى الاستديو، وبعد انتهاء الاحتفال أذاعت القناة إعادة كاملة لفترة تغطيتها لافتتاح القناة الجديدة. وأعدت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" تقريرا خاصا عن القناة الجديدة، تم نشره على معظم مواقع الإنترنت الإخبارية الصينية، أكد فيه خبراء صينيون أن قناة السويس الجديدة تمثل رمزا لمصر الجديدة، وحجر زاوية لاستراتيجية النهوض بالاقتصاد المصري، وقوة دفع لتنمية المناطق الساحلية لقناة السويس بأسرها، علاوة على أنها ستمكن من تعظيم الاستفادة من الإمكانات الضخمة للتعاون البراجماتى بين الصين ومصر فى شتى المجالات. وتحدث لى قوه فو الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية عن تأثير قناة السويس الجديدة على التعاون التجارى بين الصين ومصر، مؤكدا أن التعاون البراجماتى بين البلدين يتمتع بإمكانات ضخمة فى شتى المجالات، وسيشهد هذا التعاون فرصا واعدة مع تشغيل قناة السويس الجديدة. وأشار إلى أن الصين تعد أكبر مستخدم لقناة السويس، وأن تقليل زمن العبور بقناة السويس سيشجع المزيد من سفن الشحن الصينية على العبور من خلال القناة إلى البحر الأبيض المتوسط. كما أكد وو بينج بينج أن مصر تعد من الناحية الجيوسياسية دولة مهمة للغاية فى مبادرة "الحزام والطريق"، قائلا إن قناة السويس الجديدة، بما تجذبه من استثمارات أجنبية وتطلقه من مشروعات كبري، تأتى لتتوافق تماما مع هذه المبادرة الصينية. وقال إن الأمر الجدير بالملاحظة يكمن فى أن إستراتيجيتى التنمية الصينية والمصرية لديهما الكثير من أوجه التشابه ونقاط الالتقاء التى ستسهم دون شك فى تجسيد الإمكانات الهائلة للتعاون البراجماتى بين دولتين صاحبتى أعرق حضارتين عرفتهما البشرية، مضيفا أن مشروع "ممر قناة السويس"، الذى ينطلق من منطقة التعاون الاقتصادى الصيني- المصرى شمال غربى خليج السويس، يعد التحاما فعالا مع مبادرة "الحزام والطريق" ويبشر بتعاون أكثر إشراقا بين الصين ومصر مستقبلا. وكان المصريون فى بكين قد تجمعوا بمقر السفارة المصرية فى العاصمة الصينية صباح أمس الأول لمتابعة وقائع الاحتفال التاريخية بافتتاح القناة على الهواء عبر شاشة عملاقة، وتبادل المصريون التهنئة بهذه المناسبة، ورسم الأطفال علم مصر على وجوههم. وكانت السفارة المصرية فى بكين دعت المصريين بالمدينة للتجمع فى مقر السفارة لمتابعة احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس، وتجمعت الأسر المصرية هناك، خصوصا أن فارق التوقيت ساعد على وجود معظم أبناء الجالية المصرية فى بكين، حيث إن موعد اللقاء كان بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية. وشارك فى اللقاء أعضاء البعثة الدبلوماسية ومكتب الدفاع ومكتب التبادل التجاري. وفى مدينة جوانزو جنوب شرق الصين، والتى تعيش بها أكبر جالية مصرية، ويقصدها آلاف التجار لاستيراد البضائع من الصين، تجمع أعضاء الجالية فى المقر الخاص بمجلس إدارتها، وقال أحمد معتز، أحد أعضاء الجالية، فى تصريحات خاصة ل"الأهرام" إن الجالية نظمت عدة فعاليات فى الاحتفال، حيث تجمعوا لمتابعة وقائع الاحتفال المذاعة عبر القنوات التليفزيونية، ورفعوا الأعلام المصرية، وتبادلوا التهاني. وأضاف أن الحاج معتز السعيد، رئيس مجلس إدارة الجالية المصرية فى جنوبالصين، ذهب إلى مصر للمشاركة فى حفل افتتاح القناة بنفسه، حيث تلقى دعوة من مؤسسة الرئاسة لحضور هذا الحدث التاريخي. وأشار أحمد معتز إلى أن تحضير الجالية لهذه الاحتفالات بدأ منذ فترة، حيث قام أعضاء الجالية بطباعة شعار قناة السويس على 6 آلاف تى شيرت أبيض، وعدد مماثل من الكابات، وتم إرسالها إلى مصر كهدية من أبناء الجالية فى الصين، للمساهمة فى أفراح مصر بافتتاح القناة، وقد كُتب على هذه التى شيرتات تاريخ افتتاح القناة الجديدة،