التحية واجبة لمحافظ القاهرة وكافة معاونيه لما أنجزه من خطوات على الطريق الطويل لحل مشكلات العاصمة التى تصرخ منذ سنوات من الفوضى والتسيب وعدم احترام القانون ولم يكن هناك من سبيل سوى التوقف عن تعليق القصور والإهمال على شماعة «الوعى الغائب» عند المواطنين لأن هذا الوعى لن يجيء إلا بعد أن يلمس الناس جميعا قوة القانون وهيبة السلطة فى فرض النظام وتحقيق الانضباط. إن ما جرى فى مناطق عديدة من وسط العاصمة يمثل عنوانا جديدا لمرحلة جديدة بدأت مع العام الأول لحكم السيسى باتجاه التأكيد على أن القانون وحده هو الذى يمكن أن يزيل إشغالات الأرصفة وأن يضمن للمواطن مكانا يسير عليه وأن سلطة القانون وحدها هى التى يمكن أن ترغم الجميع على احترام لافتة عدم الانتظار فى الممنوع وعدم اختراق الشوارع من الاتجاهات المغلقة والتوقف عن اللجوء للحلول الوقتية والشروع فورا فى صياغة حلول جذرية تمثلت فى إقامة أسواق جديدة تجتذب الباعة الجائلين والمفترشين للطريق بعد أن كان التسيب والإهمال قد اقترب بأوضاع العاصمة إلى درجة مخيفة تنذر بأخطار لم يعد بالإمكان التأخر فى سرعة تداركها قبل فوات الأوان. وفى اعتقادى أن محافظ القاهرة استلهم روح التحدى وانتهج الحل الجسور من وحى أجواء ومناخ العام الأول لحكم السيسى لأنه من غير المعقول أن تنجح مصر فى إنهاء حفر قناة السويس وبدء تشغيلها فى غضون عام واحد وتعجز محافظة القاهرة عن إعادة الانضباط لشوارعها وميادينها وتعود المدينة الجميلة لأهلها من جديد! وليس يكفى أن يحتمى محافظ القاهرةبدعم الرئيس والحكومة لخطواته الجسورة وإنما يحتاج الرجل إلى دعم مجتمعى يتصدره دعم إعلامى لإكمال مشوار الألف ميل الذى قطعنا منه خطوة واحدة بإعادة الانضباط لوسط العاصمة فمازال الطريق طويلا لبناء المزيد من أماكن انتظار السيارات ونقل كافة الورش والمصانع والمسابك بعيدا عن الكتلة السكنية ومنع الأبنية المخالفة للارتفاعات.. والانتباه إلى ما يجرى منذ أسابيع من نزوح الباعة الجائلين من وسط القاهرة إلى شارع عباس العقاد والشوارع المحيطة به فى مدينة نصر قبل أن تستفحل الظاهرة ونحتاج من جديد إلى جراحة مماثلة لما جرى فى وسط العاصمة! خير الكلام : الحزم لا يعنى القسوة أو الظلم.. بإمكانك أن تكون حازما وعادلا فى آن واحد! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله