وأنت تبحث بين الأحياء المصرية القديمة عن بعض ما تبقي من ملامح اللمة الممزوجة بالفرحة ستكتشف مع ضحكات الصغار والكبار علي أنغام الموسيقي الشعبية أن الأراجوز أشهر الدمى الشعبية في مصر على الإطلاق قد عاد ومعه خيال الظل والراوي للشارع المصري من جديد علي يد فرقة "ومضة" لخيال الظل والأراجوز. كعادتها تجدد الفرقة دعوتها للعودة للأماكن الطبيعية فى العرض المسرحي، الشوارع والأسواق, لتدفع الفنانين والفرق المختلفة لتغيير النظرة الكلاسيكية للمسرح ودفعهم خارج الصندوق بوعي مختلف بالفن؛ في هذا الإطار أعدت فرقة «ومضة» لخيال الظل و الأراجوز برنامجا فنيا حافلا لإحياء هذه الفنون،بالتعاون مع مركز طلعت حرب الثقافي، ومركز سعد زغلول وقصر الأمير طاز وبيت السحيمي رغبة منها في التأكيد على أن الفن للناس وسعيًا لنشر فن الأراجوز وخيال الظل على أكبر نطاق واستخدامه في رفع الوعي العام. انطلاقا من هذا سعت "ومضة" ولاتزال لتقديم الأراجوز وخيال الظل على مدى 13 عاما وتقديم مسرح يعتمد في لغته الأساسية على مفردات الفنون المصرية والعربية، وكسر قوالب المسرح التقليدي الذي يعتمد على فضاءات عازلة وحاجبة للفن عن الناس من خلال مسرح العلبة الإيطالي. لذا انطلقت الفرقة منذ بدايتها لتقديم عروضها في الأماكن المفتوحة، الشوارع والحدائق العامة, مستخدمة تقنيات الراوي وصندوق الدنيا والموسيقي الشعبية. فقدمت الفرقة عام 2003 عروضا في شوارع القاهرة المختلفة لإحياء الأراجوز وخيال الظل, ومنذ ذلك التاريخ وهي تقدم عروضها في الساحات والشوارع والأماكن العامة تحت شعار «إن لدينا ما يستطيع أن يعبِّر عنا» بقيادة الدكتور نبيل بهجت. يوما بعد يوم داومت الفرقة على نشر البهجة والسعادة في كل مكان ورفع الوعي من خلال عدد من حكايات الأراجوز والراوي التي تعتمد بشكل أساسي على تفعيل استجابات الجمهور. وفي عام 2008 قدمت "ومضة" عروضها بشكل منتظم في «بيت السحيمي» التابع لصندوق التنمية الثقافية. كما فتحت «ومضة» أبوابها منذ اليوم الأول كمدرسة لنقل الخبرة للأجيال المتعاقبة؛ فكانت من أولى فرق الدمي التي قدّمَت ورشًا تعليمية تعدت 80 ورشة تعليمية داخل مصر وخارجها، وأنتجت ما لا يقل عن 23 مسرحية عرضتها في أكثر من 30 دولة بعدة لغات، وقدمت الفرقة بالتعاون مع مسرح بنسلفانيا 121 ليلة عرض لأربعين ألف مشاهد بالولايات المتحدةالامريكية، كما قدمت عروضاً أخري في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان وتونس واليمن وموريتانيا و الكويت وتونس، وغيرها من الدول. من عروض الفرقة: «علي الزيبق» و«أحلام ملك» و«جحا وحاكم المدينة» و«حكايات الأراجوز المصري» و«شعبيات» و«حكايات الفلاح الفصيح» و«حكايات كتاب » و«حكمة الأراجوز", وغيرها من الحكايات التي تقدم الموروث المسرحي العربي من خيال الظل والأراجوز والراوي بشكل مسرحي شيق تسعي الفرقة إلى تأصيله منذ نشأتها حتي لا نفقد هذا الابداع الشعبي يوما من الايام.