البحث عن الترفية هي عادة لصيقة بالمواطن المصري ليخفف عناء يومه, وتعددت أشكال الترفية من العصور الأولي حتي الآن منها الاستماع إلي السير الشعبية أو ابتكار ألعاب شعبية. منها ما تحول مع الأيام إلي فن وجبت المحافظة عليه من الضياع, ومن تلك هذه الفنون الترفيهية الأراجوز وخيال الظل اللذان ازدهرا في العصر المملوكي, وكانت تلك الفنون تعبر عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر. ومع الوقت أصبح هذا الفن مهددا بالنسيان, لذا قرر الفنان د. نبيل بهجت بأن يؤسس فرقة ومضة للأراجوز وخيال الظل. وأكد بهجت ل الأهرام المسائي أن الفرقة حالة مسرحية مصرية من العناصر الشعبية يمكن أن تؤدي في أي مكان بأقل التجهيزات تقف بقدم في التراث والأخري في الواقع, ويحمل ما تقدمه دلالات متعددة يفهمها كل فرد حسب وعيه وتعتمد العروض علي الأراجوز وخيال الظل كلغة أساسية تمزجها بعناصر الفرجة الشعبية المختلفة لتحقيق حالة مسرحية مصرية. وتأسست فرقة ومضة علي يد د. نبيل بهجت منذ قرابة العشرة أعوام, وقال بهجت ان سبب التأسيس هو الاحتفال بثقافتنا وكسرا لمفاهيم العجز التي سبقت شخصيتنا في الآونة الأخيرة وشعار الفرقة إن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا. وانضمت الفرقة للعمل تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية منذ2008 وتقدم عروضها اسبوعيا مجانا كل يوم جمعة في بيت السحيمي للجمهور, ولفت بهجت إلي أن الفرقة تنطلق من معطيات التراث لتؤكد ذلك بشكل يحررنا من مفاهيم العجز التي يطرحها علينا شكل التلقي للنموذج الغربي. وتعتمد الفرقة في عروضها علي مفردات التراث الأراجوز وخيال الظل كلغة أساسية تمزجها بالراوي والغناء الشعبي والرقص الشعبي وغيرها من عناصر الفرجة الشعبية بهدف الاستفادة من امكاناتها لتحقيق حالة مسرحية مصرية تقف بقدم في التراث والأخري في الواقع. وقدمت الفرقة عددا من العروض منها اراجوز دوت كوم, علي الزيبق, علي الأبواب, ملاعيب شيحة, حكايات كتاب, جحا وحاكم المدينة وغيرها من العروض التي حققت نجاحا كبيرا, قال عنه بهجت إنه محاولة من الفرقة في بناء جمهور فاعل وأقامت الفرقة العديد من العروض في الشوارع والمتنزهات والاحياء الفقيرة وامتد نشاطها خارج مصر فأقامت عشرين ليلة عرضا في تونس ما بين عامي2004 و2009 واقامت121 ليلة عرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية كذلك اقامت عدد من معارض العرائس في نيويورك, وبنسلفانيا, واتلانتا, واسطنبول والقاهرة. واقامت ما يزيد علي50 ورشة تدريبية خارج مصر وداخلها لتعليم هذه الفنون لتصبح الفرقة مدرسة يلتحق بها راغبو تعلم هذه الفنون ليتخرجوا منها وقد امتلكوا ادواتهم الفنية المنبثقة من التراث, وأوضح بهجت أن هذا التدريب رغبة من الفرقة في خلق كوادر جديدة لهذه الفنون, كما تهتم الفرقة باقتصاديات التراث انطلاقا من اننا لا نمتلك منتجا بحجم الثقافة نستطيع أن نسوقه ونعتمد عليه, والفرقة نفسها احد النماذج التطبيقية التي سعت للاستفادة من التراث اقتصاديا بخلق فرص عمل وبالمحافظة علي اساتذة هذه الفنون ككنوز بشرية.