وانت تبحث بين الأحياء المصرية القديمة عن بعض ما تبقي من ملامح اللمة الممزوجة بالفرحة والروحانيات الرمضانية ستكتشف مع ضحكات الصغار والكبار علي أنغام الموسيقي الشعبيةأن الأراجوز أشهر الدمى الشعبية في مصر على الإطلاق قد عاد ومعه خيال الظل والراوي لخلق الضحكة داخل الشارع المصري من جديد علي يد فرقة ومضة لخيال الظل و الأراجوز. بعد أن افتقدنا صوته وحركاته وأسلوبه الساخر منذ زمن بعيد، ها هو يقف بطرطوره الأحمر أمام عينيك لتعود الضحكة اليك من جديد دون أن تشعر. قد تكون كلمة " الأراجوز" ذات أصل فرعوني بمعني صانع الحكايات او تكون مشتقة من كلمة قراقوش الذي كان حاكما لمصر، بعض الروايات تقول أن الأراجوز أو القراقوز هي كلمة ذات اصل تركي لكلمة " قره قوز " و التي تتكون من مقطعين هما " قره " بمعنى سوداء و "قوز" بمعنى عين، و بذلك يصبح المعنى العام هو "ذو العين السوداء" دلالة علي سوداوية النظر علي الحياة، وهناك من يقول أن رحالة تركي كان في زيارة لمصر في القرن العاشر الهجري ليكتب عن الحياة المصرية فوجد أن دمية الأراجوز تستخدم لرفع الروح المعنوية للمرضي.
ورواية أخري تقول أن علماء الحملة الفرنسية الذين جاءوا إلي مصر في أواخر القرن الثامن عشر قد اعطوا وصفا مفصلا لعروسة الأراجوز والعروض المختلفة التي كانت تقام في هذا الوقت في الأحياء المصرية لإسعاد الكبار والصغار. بين كل هذه الروايات تبقي الحقيقة وهي أن الأراجوز عروسة بملامح مصرية أصيلة تبعث روح البهجة والسعادة التي نفتقدها كثيرا هذه الأيام.. فأين تلك العروسة الآن؟!
عزيزي القارئ ان كنت من عشاق هذه العروسة وتفتقد بهجتها مثلي كل ما عليك فعله هو الانصهار بين ثنايا طرقات المحروسة حتي تجدك هي علي أحدي المسارح أو بين الطرقات والحدائق مع فرقة متكاملة لديها فكر مختلف تحرر من قيود الكلاسيكية للعرض المسرحي..أنها فرقة ومضة لخيال الظل والأراجوز.
قدمت ومضة علي مدار 13 عام مسرحا يعتمد في لغته الأساسية على مفردات الفنون المصرية والعربية. قدمت الفرقة عام 2003 عروض في شوارع القاهرة المختلفة لإحياء الأراجوز وخيال الظل ومنذ هذا التاريخ وهي تقدم عروضها في الأماكن العامة تحت شعار «إن لدينا ما يستطيع أن يعبِّر عنا» بقيادة الدكتور نبيل بهجت و معه فريق عمل متكامل مهمته أعادة فن راقي وضحكة من القلب.
يوما بعد يوم باتت الفرقة في نشر البهجة والسعادة في كل مكان، وفي عام 2008 قدمت الفرقة عروضها بشكل منتظم في بيت السحيمي التابع لصندوق التنمية الثقافية. كما فتحت الفرقة أبوابها منذ اليوم الأول كمدرسة لنقل الخبرة للأجيال المتعاقبة؛ فكانت من أولى فرق الدمي التي قدّمَت ورشًا تعليمية التي تعدت 80 ورشة داخل مصر وخارجها، وأنتجت ما لا يقل عن 23 مسرحية عرضتها في أكثر من 30 دولة بعدة لغات. حقا هذه الفرقة ومضة أضاءت للأراجوز طريق الرجوع من جديد. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل