فى ليلة بكى فيها أهالى الوراق بعدما دهس قطار الإهمال أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم بسطاء لا يستطيعون التنزه بالقرى السياحية والشواطئ الفارهة حاولوا بإمكانياتهم البسيطة الاستمتاع بحياتهم إلا أن القدر لم يمهلم، وأبت البسمة أن ترتسم على وجوههم لتتبدل بدموع وآلام لن ينسوها طوال حياتهم فقدوا اعز ما يملكون أبنائهم و ابائهم . البداية عندما تجمع عدد من الأسر وتوجهوا إلى حديقة النيل بالوراق متنفس البسطاء للتنزه و اختلاس لحظات سعيدة من حياة مليئة بالشقاء و العناء و إختتام أجازة عيد الفطر المبارك و لا يعلمون أنهم توجهوا لاختتام حياتهم فى عرض النيل حيث فوجئ سائق المركب بصندل يصطدم به لينقلب المركب فجأة بجميع من عليه حيث تسببت الصدمة فى إنشقاق الجزء الأمامى من المركب والذى امتلأ بالمياه و هو ما تسبب فى غرقه و لم يتوقف الصندل نظرا لسرعته الكبيرة و قفز سائق الصندل و مساعدوه الثلاثة منه محاولين الهرب بعدما تسببوا فى الكارثة.
لم ينجوا من هذا الحادث الاليم سوى 5 أشخاص وأكد أصحاب المراكبأن من بينهم شاب وخطيبته تمكنا من العوم حتى انتشلتهما المراكب وزوج حمل زوجته لإنقاذها وعندما عاد لينتشل أطفاله الاربعة الذين كانوا بصحبتهم لم يجدهم ليصاب بحالة هيستيرية من البكاء وكأن عقله قد ذهب مع أطفاله بعدما أصيب بصدمة عصبية شديدة ويرفض أن يغادر الشاطئ إلا بعد العثور على أطفاله وعلى الرغم من انتشال جثتين ويتم البحث عن أخريين إلا أنه لم يغادر الشاطئ بعد محاولات أقاربه لتهدئته.
ماتوا من الصدمة
وحاول الصيادون انتشال الأحياء، حيث تمكنوا من إنقاذ 5 أشخاص و6 آخرين انتشلوهم أحياء إلا أنهم لفظوا أنفاسهم الاخيرة فور وصولهم إلى الشاطئ بعدما أصيبوا بصدمة عصبية وحالة هيستيرية من البكاء المتواصل من هول ما شاهدوه، بينما لازال حتى الآن سائق المركب المنكوب لغزا يحير الجميع فلم يتوصل إليه أحد وما إذا كان على قيد الحياة أم لفظ أنفاسه الاخيرة فلم يتم العثور على جثته من بين الضحايا كما أنه لم يكن من بين الناجين، حيث يكثف رجال الإنقاذ ورجال الأمن جهودهم للتوصل إليه و معرفة ما إذا كان حيا أم ميتا و مراجعة تراخيص المركب و معرفة ما إذا كانت سارية أم لا.
أبطال المشهد
ملحمة حقيقية من التكافل والتعاون سطرها صيادوا وأهالى الوراق فى عمليات الإنقاذ وانتشال ضحايا الحادث بعدما هرعوا إلى المنطقة يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى الوقت الذى أكد فيه أهالى الضحايا وسكان المنطقة أن هناك قصورا فى أداء رجال الإنقاذ وتأخرهم فى الوصول إلى مكان الحادث.