كتب: أشرف نصر – أحمد عبد الوهاب- مجدي عصام أتشحت منطقة الوراق بالسواد عقب الحادث الأليم الذي وقع بنيل الوراق، نتيجة تصادم مركب "نزهة محملة بما يقرب من 70 شخصاً" ب"صندل"، وأدى الحادث المأسوي إلى غرق 13 وإصابة 9 آخرين، وتواصل فرق الإنقاذى جهودها في البحث عن الضحايا المفقودين، بالتعاون مع قوات الحماية المدنية، وهيئة النقل النهري، لمحاولة انتشال الضحايا. لم يعلم أهالي منطقة الوراق الفقراء أن القدر يخبئ لهم هذا المصير المشئوم، خرج الأهالي الغلابة لكي يحتفلون بالعيد، حاملين أطفالهم بالملابس الجديدة، البسمة لم تفارق وجوههم ابتهاجاً بالفسحة، ولكن القدر كان له رأي آخر، غرقت المركب بمن فيها، وأنقلبت الفرحة غلى حزن، فبدلاً من يعود الأهالي وأسرهم إلى منازلهم بعد قضاء الفسحة، قبعوا في مياه النيل غارقين، البعض منهم تم انتشاله جثة هامدة، والبعض الآخر يصارع الموت بالمستشفيات. صراخ وعويل.. دموع منهمرة .. لطم على الوجه.. هذه الأوصاف هي إنعكاس للمشهد المأسوي لأهالي الضحايا، الذين صبوا غضبهم على الحكومة، الذين وصفوها بأنها "متراخية" ولم تقم بدورها في حماية المواطنين، ودائماً من تنتظر إلى حدوث الكارثة لكي يتداركوا أخطائهم- على حد قوله- وقام العشرات من أهالي الضحايا بقطع طريق الوراق العام احتجاجاً على إهمال الحكومة، حيث قاموا بوضع "الكراسي" وجلسوا عليها، ومنعوا السيارات من المرور، واضطر قائدي المركبات إلى الدوران عكس الإتجاه للهورب من زحام الطريق. وتسبب الوضع في حدوث حالة من التكدس المروري بالمنطقة، وقام ضباط قسم شرطة الوراق بتهدئة الأهالي وإقناعهم بفتح الطريق. انتقلت الأخبار المسائي إلى مستشفى "التحرير العام" بمنطقة إمبابة، وتكمنت من الحصول على أسماء الضحايا والمصابين، في الحادث الأليم وهم: كرولس كميل 14 عام، ومحمد تامر عام ونصف، ومنه مصطفىحلمي 20 عام، وإيمان سعيد 29 عام، ومنار عبد السميع 20 عام، ورحمة كمال 11 عام، ومحمد مصطفى عبد السميع 3 أعوام، وعيد سمير حسن 17 عام، وعبير حسن عبد الحميد 35 عام، وفاطمة محمد حسن 5 سنوات. وأكد الدكتور رياض أبو الدهب مدير مستشفى "التحرير العام" أن جميع حالات الوفاة التي جاءت للمستشفى تم تسليمهم لذويهم، وقمنا بتسهيل كافة الإجراءات حتى يتمكن أهالي الضحايا من أستلامهم دون عناء، مشيراً إلى جميع المصابين خرجوا ماعدا حالتين، الأولى للطفلة "جنا" 3 سنوات والتي تم تحويلها لمستشفى منشية البكري، نظراً لاحتياجها لرعاية مركزة خاصة بالأطفال، والثانية هي حالة شيرين جمال محمد 25 عام مصابة بحالة إنهيار عصبي نتيجة فقدانها 10 من أسرتها في الحادث. ألتقت الأخبار المسائي بأحد أسر الضحايا ويدعى أيمن حسن 40 عام أحد أقارب الأسرة المنكوبة التي راح ضحيتها 10 مرة واحدة، وأبدى غضبه الشديد من الإهمال الجسيم الذي يتعرض له المواطنون ويقعون ضحايا له كل يوم، واضاف قائلاً: "لحد أمتى الدولة هتسيب أرواح الناس تضيع أونطه، لما أسرة واحدة يروح مها 10 فاضل أيه تاني، حياتنا أتدمرت، ومفيش حد ممكن يعوضنا عيالنا وأخواتنا اللي راحوا"، وبالاستفسار عن رب الأسرة المنكوبة ويدعى منصور عبد العظيم، قال إنه يقف أمام المرسى في حالة ذهول من هول الصدمة ولا يتحدث مع أحد وينتظر جثامين ابناءه وأقاربه التي تحاول قوات الإنقاذ انتشالها من قاع النيل. وتجمع العديد من أقارب الأسرة المنكوبة امام المستشفى منتظرين الضحايا من أقاربهم ممن يتم انتشالهم عن طريق قوات الإنقاذ، قادمين من المحافظات والبلدان المختلفة. وتمكنا من الحصول على أسماء ضحايا الأسرة المنكوبة وهم : شيرين 25 سنة مصابة بإنهيار عصبي نتيجة فقدانها ابنائها واشقاءها وهم: أحمد جمال، ومحمود جمال، وهيثم جمال، ونسمة جمال (أشقاء) وابنائها يوسف ومريم ومحمد، وشقيقات زوجها ميادة منصور ومروة منصور. المهندس سمير سلامة: المركب غير مصرح لها بالإبحار .. وليس لها أي أوراق قانونية من جانبه قال المهندس سمير سلامة، رئيس هيئة النقل النهرى، إن كارثة تصادم المركب النيلى وصندل البضائع بالوراق تتمثل فى أن المركب غير مرخص لها بالإبحار، ولا يحمل أى أوراق قانونية عن صلاحيته للإبحار، كما أن طاقمه لا يحمل أى تراخيص لقيادته، بالإضافة إلى أن صندل البضائع غير مسموح له بالإبحار ليلاً. وأضاف "سلامة" أن المركب لم يخضع لأى فحص من قبل هيئة النقل النهرى لاعتباره لا يحمل ترخيصا للإبحار من الأساس، قائلاً: "واحد جاب مركب ومحصلشى على أى تراخيص وقام بحمل مواطنين أكثر من طاقة المركب بكثير، وضرب بكل القوانين عرض الحائط. ووأشار "رئيس هيئة النقل النهرى" إلى إن قوات شرطة المسطحات المائية ألقت القبض على طاقم المركب النيلى وتحفظت عليهم، وأن المسئولين بالهيئة يتابعون انتشال الضحايا، لافتا إلى أن صندل البضائع يتبع شركة النيل الوطنية للملاحة وغير مسموح له بالإبحار ليلا كون أن مجرى نهر النيل غير مجهز للإبحار ليلا لعدم وجود إضاءات على طول المجرى تسمح بذلك. حبس سائق "الصندل" وثلاثة من مساعديه 4 أيام على ذمة التحقيقات قرر المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية، حبس سائق الصندل النهري وثلاثة من مساعديه، لمدة أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، لتسببهم في حادث غرق المركب النيلي بمنطقة الوراق، ما أسقط 13 قتيلاً، وأربعة مصابين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة والسكان. وأسندت النيابة العامة إلى سائق الصندل النهري ومساعديه الثلاثة، ارتكابهم "جريمة القتل الخطأ، ومخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل النهري. وقررت النيابة التصريح بدفن جثامين ضحايا الحادث، عقب ورود تحريات إدارة البحث الجنائي وشرطة المسطحات المائية وأمرت النيابة بندب لجنة فنية من هيئة النقل البحري، تتولى فحص حطام المركب النيلي المنكوب، وكذا فحص الصندل المتسبب في الحادث، وإعداد تقرير فني في شأن المسؤولية الجنائية وكيفية وقوع الحادث على وجه الدقة. وكلف المستشار أحمد البقلي فريقًا من محققي نيابة الوراق بسرعة الانتقال إلى مقر الحادث، فور تلقي النيابة إخطارًا بوقوعه، حيث انتقل محققو النيابة وأجروا معاينة المركب النيلي المنكوب، والاستماع إلى شهادات شهود الحادث من شهود الواقعة والمصابين للوقوف على كيفية وقوع الحادث، ومناظرة جثامين القتلى. وأستمع المستشار خالد عبد الحميد وكيل أول نيابة الوراق، لأقوال عدد من شهود العيان على حادث غرق مركب الوراق وقال أحد شهود العيان وأحد الناجيين، إنه استقل المركب للتنزه فى رحلة نيلية مقابل 5 جنيهات، وكان المركب يستقل قرابة 70 فردا وأثناء الرحلة اصطدم المركب بصندل كبير وانقلب فى النيل وغرق الركاب وتمكن من إنقاذ نفسه بأعجوبة. وكشفت معاينة النيابة للصندل الذى اصطدم بالمركب أنه كبير الحجم والمركب الذى كان يتسقل الركاب انزلق تحت الصندل، مما جعل أعداد الضحايا يرتفع بعدما لم يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم، حيث كشفت مناظرة الجثث بناء على التقرير المبدئى لمفتش الصحة أنهم أصيبوا باسفكسيا الغرق. النيابة: وفاة الضحايا حدثت نتيجة "إسفكسيا الغرق" كشفت مناظرة نيابة الوراق ل13 جثه من الضحايا التي تم انتشالها من النيل، عن عدم وجود أي إصابات ظاهرية في الجثث، وتبين من المناظرة التي أجراها فريق النيابة برئاسة المستشار خالد عبد الحميد مدير نيابة الوراق وحسن أبو سلمى وعمرو البنا وكيلا أول النيابة، أن جميع الضحايا مصابين بحالة إختناق وإمتلاء الرئه بالمياه، وأن سبب الوفاة هو "إسفكسيا الغرق". وطالبت النيابة من مفتش الصحة توقيع الكشف الطبي على الضحايا وكتابة تقرير وافي بأسباب الوفاة، كما انتقل فريق من نيابة الوراق إلى مستشفى معهد ناصر لمناظرة 4 جثث جدد تم انتشالهم من النيل. وكانت قوات الإنقاذ النهري انتشلت صباح أمس 4 جثث جديدة لضحايا المركب المنكوب، بينهم طفلان يبلغان من العمر 10 أعوام، ليرتفع بذلك عدد الضحايا ل17 جثة طبقاً لما ورد بتحقيقات النيابة العامة التي ناظرت 13 جثة من قبل