تبادل الهدايا هو وسيلة من وسائل توطيد العلاقات والتعارف والمودة بين الأفراد فى الأسرة والمجتمع والعمل. الهدايا لها قواعد خاصة يجدر اتباعها، حتى تحقق الهدف منها فى تعزيز العلاقات والتعبير عن روح المودة والصداقة والتقدير ومنعا لأى سوء تفاهم أو لغط، خصوصا حين يكون المهدى إليه من جنسية أو ثقافة مختلفة عن الذى يقدم الهدية. ليس من الضرورى التقيد بقواعد جامدة وصلبة عند تقديم الهدية، لكن يوجد حد أدنى من القواعد التى يجدر مراعاتها.. فعلى مقدم الهدية أن يعرف هوية الشخص الذى يهديه؛ أى أن يعرف سنّه واهتماماته ومركزه المهنى ووضعه الصحى فى بعض الحالات.. كذلك يجب ألا يكون نوع الهدية مسيئا الى مشاعر الآخر وإهانة لكرامته، لأن الهدية تعبير عن محبة وتقدير أو شكر على خدمة معينة..وحتى لا يشعر المهدى اليه بأن صاحب الهدية يحسن إليه أو يشفق عليه، فمن الافضل أن تكون هناك مناسبة للهدية. فاذا كانت الزمالة هى الرابط بين الشخصين، يجب انتقاء هدية من العموميات فى صلب اهتمامات الشخص المهدى اليه دون أن يتضمن أى خصوصية قد تخلق نوعا من الالتباس. وحين يتعلّق الموضوع بتقديم هدية لصاحب العمل أو المدير، فالاختيار الأفضل هو قطعة زينة لمكتبه ؛ أى إطار أو لوحة أو إناء مزين أو مجسم يتعلّق بهواياته أو طبيعة عمله. أما النقود فلا تهدى إلا ضمن أفراد العائلة أو بين شخصين تربطهما علاقة حميمة ووثيقة وعلى أن يوضع المبلغ فى مغلّف، مع كلمة تعبر عن المشاعر والعاطفة. وعلى الرجل ألا يقدم الزهور للسيدة، إلا اذا كانت زوجته أو خطيبته..وإذا كان مدعوا الى عشاء يمكنه تقديم باقة زهور للمنزل وليس إلى السيدة وحدها، كما يمكنه شراء هدية تصلح للديكور كقطع الفضة أو علبة شيكولاتة فاخرة أو فازة جميلة . وبصفة عامة يراعى فى اختيار الهدية أن تحمل السرور للشخص المهدى إليه.. وإذا ما قرر أحد المسئولين الأجانب تقديم هدية لنظيره فى دولة أخرى، يجب أن تعكس الهدية ثقافة وتراث دولة صاحب الهدية.. ويفضل أن يتم ذلك فى نهاية المباحثات التى يجريها الطرفان وأن يتم تبادل الهدايا فيما بين المسئولين. يراعى ايضا عدم اهداء شخص هدية لا يستطيع أن يردها أو يرد ما يعادل قيمتها لأن ذلك يسىء للمهدى إليه بدلا من أن يسره. ويجب عدم الاستعجال فى إرسال الهدية، حيث يجب انتظار الوقت المناسب، كما لايجب تقديم هدية فورية أو فى اليوم التالى لشخص أسدى إلينا معروفا فى اليوم الذى قبله لأن هذا لايدل على شكر صنيعه بل كأنك تعطيه الثمن وهذا لا يليق. ويراعى محو ثمن الهدية، وعدم التحدث عن ثمنها أو جمالها وقيمتها أمام المهدى إليه.. كما يجب تقديم الهدية مصحوبة بكلمات رقيقة حتى يشعر الطرف الآخر بأن هناك ودا متبادلا، ويجب اظهار السعادة في أثناء تقديم الهدية، فلا يصح تقديم الهدية بطريقة فيها تعالٍ، كما أنه يجب تقديها باليدين؛ فاليد الواحدة تعنى عدم الاهتمام بالشخص الذى يتم تقديم الهدية له. ومن الضرورى تغليف الهدايا قبل تقديمها بألوان لائقة بالشخص الذى نقدمها له، كما أنه من أصول الإتيكيت أن ترفق بطاقة صغيرة تكتب فيها بعض الكلمات الرقيقة الموجهة لهذا الشخص مع الهدية..فهذا يعكس له نوعا من الاهتمام به. ولتلقى الهدايا قواعد أيضا؛ إذ يفضل فتح الهدية أمام مقدمها.. ولا داعى للشعور بالإحراج من ذلك أو للخوف من الخروج عن إطار الذوق.. كما يتعين على متلقى الهدية إظهار علامات الفرحة والسرور لتلقيه الهدية حتى يطمئن الطرف الآخر. أما إذا قمنا بدعوة شخص للعشاء أو الغداء، فيفضل إذا ما اصطحب هدية ألا نفتحها أمام باقى المدعوين حتى لا نتسبب فى إحراجهم اذا ماكانوا قد أحضروا هدية أو إذا كانوا قد أحضروا هدية متواضعة بالمقارنة بتلك الهدية.. وفى هذه الحالة، يتعين المبادرة بشكر من أهدى الهدية فى اليوم نفسه أو بعده مباشرة هاتفيا أو كتابيا.