شهدت محافظة الإسكندرية لأول مرة حدوث انشقاق غير متوقع داخل صفوف القبائل والعائلات بغرب المدينة على وقع الاستعداد للانتخابات البرلمانية، حيث كان التنسيق بينهم على اختيار المرشحين، القاعدة العامة، إلا أن المفاجأة قيام العديد منهم بإعلان النية للترشح حتى من داخل العائلة الواحدة. تسبب هذا المشهد بحالة ارتباك شديدة جعلت الكل يتوقع خروج نواب جدد من تحت عباءة القبيلة بمنطقة غرب الإسكندرية نتيجة لهذا الانشقاق تحديدًا بعد التأكد من ظاهرة أن محدد القبيلة لم يعد المتحكم بأصوات الناخبين نتيجة للروابط والتداخل بين العائلات والقبائل المختلفة من ناحية وبينها وبين قوى التيار الدينى من ناحية أخرى، والتى تعتمد على غرب الإسكندرية كقاعدة لها كما حدث بقائمة حزب النور خاصة بعد نجاح تجربته السابقة. فيما مازال عدد من قيادات القبائل والعائلات تميل لذكريات الحزب الوطنى المنحل، وتنتظر تحرك القيادات المحسوبة على الحزب وتحديدًا رجال الأعمال، ما أوجد حالة من التشتت قادت لترشيح الكثيرين دون دراسة أو رؤية نظرا لغياب التنظيم السياسى الذى يقود هؤلاء ويحتويهم، سوى بعض الخبرات المتجذرة سياسيًا ومن أبرزها عائلة الصناجرة وكان من أبرز ممثليها بمجلسى الشعب والشورى السابقين سعداوى راغب ضيف الله وشقيقه عبد المنعم، اللذين قاما بالدفع بأحد أبنائهما لانتخابات النواب. فيما دفعت قبيلة عبيد الله بثلاثة مرشحين، وشهدت قبيلة الطلخاوى ترشيح عدد مماثل من أبنائها إلا أن أحدهم انسحب ليبقى اثنان، كما قام بالترشيح من عائلة عبد الكافى اثنان من أبناها. ومن ابرز ممثلى قبيلة القناشات رئيس المجلس الشعبى السابق لحى العجمي، فيما يمثل قبيلة العوامى مرشح واحد ومن قبيلة الحبون مرشح واحد وعن قبيلة ميدان ثلاثة مرشحين. ويبقى الصراع والانشقاق سيد الموقف بانتخابات النواب، بعد أن تحطمت الاعتبارات والاتفاقيات القبلية والتقليدية بغرب الإسكندرية فى مشهد لم يحدث من قبل، كانت اسمى الأمانى مرشحا واحدا عن جميع القبائل يحمى عرين كل القبائل من المرشحين الآخرين، لتتحطم معها مقولة.. «أنا وأبن عمى على الغريب» لتصبح..«أنا والغريب على ابن عمى». بالرغم من الحالة الجديدة التى يشهدها المشهد الانتخابى غرب الإسكندرية، فإن الحراك الاجتماعى للمواطنين ورغبتهم اللحاق بقطار التغيير، يجعل الجميع يدقق بعملية الاختيار من خلال اللقاءات المتعددة، ومدى قدرة المرشحين على الإقناع والأهم إمكاناتهم العلمية ومراكزهم المالية لتحقيق الخدمات للمواطن البسيط الذى يعتبره المرشحين طوق النجاة لهم بعيدًا عن التربيطات القبلية التى فلت زمامها من بين يديها مع كثرة المرشحون عن كل قبيلة. وباتت حفلات الأفراح والولائم المكان المنشود للدعاية لكل مرشح وسط أبناء القبائل بالإضافة للمأتم وتشييع الجنائز التى يحضرها معظم المرشحين، ويبقى ميزان الاختيار مرهونا لدى المواطنين ليس فقط بقوة القبيلة ولكن بصدق المرشح بالدعاية وقدرته على التفاعل مع أبناء دوائر غرب الإسكندرية لحل لغز أيهما الأفضل أنا وابن عمى أم أنا والغريب..!!