بمعالجة ذكية لمياه الصرف، وبطارية تتيح الشحن الذاتي للأجهزة الكهربائية، وغيرهما من الابتكارات غير التقليدية، يصل قطار "انطلاق" للابتكار الإقليمي إلى محطته النهائية، وهو البرنامج الذي تبنته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بهدف إيجاد حلول لمشكلات ملحة يواجهها المجتمع من ناحية، ودعم المشروعات الناشئة. ويتنافس في المرحلة النهائية عدد من المشروعات لشباب المبتكرين، أغلبهم لم يتجاوز الثلاثين من عمره، استطاعوا الوصول بمشروعاتهم إلي التصفيات النهائية، بين رواد الأعمال وصغار الباحثين في مصر. ويقول د. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا إن أهم ما يقدمه برنامج "انطلاق" هو آلية لتحويل هذه الأفكار إلي منتج يقدم للسوق المصرية ويمكنه المنافسة دوليا، من خلال تقديم التأهيل اللازم عبر عدد من المراحل بداية من التدريب والمساعدة للمبتكرين في إنشاء دراسات الجدوي ونماذج الأعمال، وفهم جوانب إدارة الملكية الفكرية، إلي توفير فرص سفر إلي حاضنات أعمال متخصصة في عدد من الدول الأوروبية للعمل في ورش متخصصة لتطوير أفكارهم، ودراسة الفرص المتاحة في السوق، ومن ثم تأهيلهم لإنشاء شراكاتهم ويوضح د. عمرو رضوان رئيس وحدة البحوث ودعم الابتكار بالأكاديمية، أن تتراوح فترة الاحتضان في أوروبا ما بين 2 إلى 3 أشهر، كما سيشارك أصحاب أفضل الأفكار الابتكارية في المؤتمر الأورومتوسطي للابتكار والشركات الناشئة المزمع انعقاده بإيطاليا خلال شهر أكتوبر المقبل. ويشهد هذا المؤتمر تمثيلا من مختلف غرف الصناعات الأوروبية، والشركات الصناعية والاستثمارية، بالإضافة إلى جامعات ومراكز بحثية أوروبية. أول ماكينة للمواد الخام تخدم التطبيقات رباعية الأبعاد استوحي نادر الحسيني، وفريقه بكلية الهندسة بجامعة حلوان، فكرة مشروعهم من تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد التي أخذت في الانتشار والتوغل في العديد من المجالات والتطبيقات المختلفة خلال السنوات الأخيرة بداية من تصنيع حشوات الأسنان وصولا لبعض قطع غيار السيارات عن طريق برامج التصميم. ويقوم المشروع علي تصميم الماكينة المصنعة للخامة المستخدمة، وهي حاليا في مرحلة التجريب لإضافة آخر التعديلات للوصول لأنسب المواصفات لتخرج الماكينة في شكلها النهائي، إذ سيتم إجراء اختبار لقدرة الماكينة علي تصنيع الخامة المطلوبة من بلاستيك معاد تدويره وصولا لأعلي كفاءة ممكنة. وسوف تساعد هذه الماكينة في حل أهم عقبة أمام تواجد مصر ضمن الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الابعاد، التي تتمثل في توافر المادة الخام المستخدمة التي تختلف من ماكينة لأخرى. شجرة "الطاقة" لبث الانترنت الاستفادة من الأشجار الاصطناعية في إنتاج الكهرباء أمر ممكن، لا سيما مع بساطة الفكرة، التي تتجاوز استخداماتها إلي المساعدة في حل مشكلات تغذية أبراج التقوية لشركات الاتصالات، وكذلك تقوية أجهزة بث الإنترنت الهوائي، كما يوضح المهندس أحمد محمود راغب، مهندس قوي الميكانيكا. ويوضح أن فكرة مشروعه هي استخدام ألواح الطاقه الشمسية المرنة فى تصميم رأسى مبتكر لتغطية جذع الشجرة الاصطناعية التى تستخدمها شركات الاتصالات حاليا. ويمكن استغلال الكهرباء المنتجة فى العديد من المجالات كتغذية أبراج التقوية لشركات الاتصالات، وتغذية أبراج التقوية لشركات الاتصالات واستغلال الطاقة الزائدة لشحن المركبات الكهربائية. ويكمل أحمد أنه يمكن توظيف الكهرباء المنتجة في تغذية أجهزة بث الإنترنت الهوائى لشركات الإنترنت كجوجل فى المناطق النائية واستغلال الطاقه الزائدة لتحلية مياه البحر فى المناطق الساحليه فيما يعتبر خدمه مجتمعية من قبل تلك الشركات لتنمية المجتمع، وأيضا يمكن تغذية أجهزة بث الإنترنت الهوائى ولشحن الأجهزة الإلكترونية المحمولة (هوائيا) للسياح فى القرى والمنتجعات السياحية. مقعد متحرك يقرأ وينفذ أفكار المعاقين تقول رانيا نبيل، إن مشروع "برانجيزر" أو السيطرة الذهنية على المقعد المتحرك، يساعد المرضى الذين يعانون من الإعاقة الحركية علي التحرك من تلقاء أنفسهم بدون مساعدة، إذ يسمح الجهاز بتحويل أفكار المستخدم إلي إجراءات ينفذها المقعد المتحرك، كما تم تزويد المقعد بنظام حماية للمستخدم للتأكد من عدم وجود أي عوائق، وإذا وجدت يتوقت المقعد تماما. وتشير رانيا إلي أن النموذج الأولي تم تصميمه بالفعل، وحاليا يعمل فريق المشروع، وهم ستة من طلاب بكالوريوس هندسة عين شمس، على تطويره وتحويله إلي قيمة اقتصادية من خلال برنامج انطلاق بأكاديمية البحث العلمي. كما تسافر مع فريقها إلي حاضنة تكنولوجيا متخصصة بفرنسا لمدة شهرين لتطوير فكرتهم. معالجة ذكية لمياه الصرف يشير د. محمد فرغلي مدير وحدة الابتكار ونقل التكنولوجيا بجامعة الأزهر إلي أن فكرة مشروعه هي معالجة مياه الصرف الصحي عن طريق إضافة وحدة بسيطة لمحطة الصرف الصحي، وهي "الهيدرو سيكلون". وتعتمد الفكرة علي تقنية ذكية تسمح بالفصل بالطرد المركزي، وهي طريقة لفصل المواد ذات النوعية المختلفة باستخدام قوة الطرد المركزي التي يتم إنتاجها في اتجاه عمودي على محور الدوران عندما يتم تدوير السائل. وهذا يتيح جملة من الفوائد -وفقا للدكتور فرغلي- مثل زيادة كفاءة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، والحصول على المياه في المناطق الفقيرة مائيا، وإضافة قيمة اقتصادية في شكل تخفيض تكاليف الإنتاج والصيانة ونوعية المياه المستخدمة، كما يسهل التدريب علي التعامل معها، إلي جانب توفير المياه الصالحة للشرب، واستغلال المياه الجوفية للزراعة، وصنع وسيلة اقتصادية لخدمة الفقراء في مناطق الريف والصعيد.