ليست هناك دولة في العالم أحق بالتجارة معها أكثر من ليبيا, لسهولة النقل وللعلاقات الأخوية الأزلية والفهم المشترك, والثقافة الواحدة, وهي بعد سقوط طاغيتها ستكون من أغني وأهم الدول اقتصاديا لمصر ولكن علينا هنا فهم الاحتياجات هناك, وفهم المزاج الليبي والتعامل الجدي مع الأخطاء الداخلية, تذليل كل العقبات والاهتمام بجمرك السلوم وإزالة أسباب مشكلات الليبيين فيه ومراقبة الأغذية العابرة الي ليبيا, حتي لا تسئ رسالة غذائية كما حدث قبل أسبوع الي كل المنتجات المصرية, السفير أشرف شيحة قنصل مصر العام في بنغازي والمستشار العمالي محمد قنديل يبذلان جهودا كبيرة في هذا الاتجاه, يبقي علي الحكومة في مصر تبني ما يطرحان من آراء ينقلانها عن الجانب الليبي من التجار والرأسماليين وأعضاء الغرفة التجارية الذين طرحوا ما يعانونه علي الأهرام. الأمن علي الجانب المصري وتعرض سيارات الليبيين للسطو وفرض الاتاوات في المسافة بين السلوم ومطروح أمر كثر الحديث عنه في لقاءاتنا المتعددة, يقول محمد الشجعابي تعرضت عدة سيارات الي مضايقات من أفراد ووصل الأمر الي التحرش والاحتكاكات وسرقة إحداها بعد إلقاء راكبيها في عراء الصحراء. أما في منفذ السلوم والجمرك فالحال أسوأ كثيرا, كما يقول مصباح العمروني عضو مجلس ادارة الغرفة ووكيل احدي الشركات المصرية, مؤكدا تعرض سيارات نقل البضائع من زيت وأغذية في المنفذ للانتظار ليومين في كل مرة مما يزيد الاعباء المالية ويرفع التكلفة, هذا بحجة التكدس ولتوقف اجراءات العمل في الجمرك بعد الثانية ظهرا, وبذلك تضطر السيارات للانتظار الي اليوم التالي وأحيانا لاتستطيع إنهاء اجراءاتها لانتهاء وقت العمل الرسمي فتنتظر مرة أخري الي اليوم التالي. وبالنسبة للأغذية يتساءل مصباح العمروني عضو الغرفة لماذا لايكون هناك مسئول من مراقبة الأغذية المصرية في جمرك السلوم حتي لا يسمح بمرور الاغذية منتهية الصلاحية التي يحاول الاخوة في مصر توريطنا فيها غير واعين الي أننا نستورد من أوروبا وجميع الدول التي تحرص علي التأكد من كفاءة وجودة منتجاتها المصدرة إلينا, كما يجب علي القنصلية أن تمدنا يوميا بمعلومات دقيقة حول الحالة الصحية للأغذية والمنتجات المصرية. مشكلة أخري شديدة الأهمية للمنتج المصري, خاصة بالشركات المنتجة فقط وهي قصر التوكيلات لمنتجاتها علي شركة واحدة في السوق الليبية, وهو ما يؤكد مصطفي الكاديكي عضو مجلس ادارة الغرفة خطأه, لأن اتساع رقعة البلاد يصعب علي المستهلك الحصول عليها في المناطق الأخري غير التي يتواجد فيها التوكيل مما يضطر الشركات والوكلاء الآخرون لجلب السلع المماثلة من دول أخري وهو ما يضيع علي مصر فرصة اتساع سوق الاستهلاك, وهذا يحدث لسلع كثيرة في مجالات الأغذية والأدوية ومواد التنظيف والأجهزة الكهربائية, أما سوء المعاملة وبطء الإجراءات في المنفذ فيتحدث عنها عبدالمنعم السيعيطي مؤكدا أن المواطن الليبي الذي يدخل مصر بسيارته يلف كعب داير في المنفذ لعدة ساعات حتي ينهي الاجراءات والتي بالتأكيد لا تنتهي سوي بالرشاوي المتعددة لكل الأطراف, فضلا عن وجود سماسرة داخل الجمرك من شباب السلوم يتلقفون القادم من ليبيا ويعرضون عليه انهاء الاجراءات مقابل مبالغ يحددونها ويقولون إنهم يتقاسمونها مع رجال الجمرك وموظف المنفذ والمرور به.. وهذه الشكوي سمعناها كثيرا وتأكدنا منها ولا يقتصر ذلك علي إنهاء اجراءات السيارات بل الحصول علي ختم الدخول علي جواز السفر, الأنكي أن شبابا يدخلون تسربا من الجمرك دون جواز سفر كأنه عابر بين الزمالك وبولاق أبوالعلا, ومنفذ السلوم بصفة عامة لايصلح للعبور الآدمي فلا توجد به أي خدمة من أي نوع حتي ولو بمقابل فلا توجد حمامات كما يصف, وإن وجدت فهي حمامات الموظفين وهي أسوأ من المراحيض العمومية في أسواق الخضار, ويتساءل عبدالمنعم السعيطي لماذا لا يتم اقامة حمامات محترمة آدمية أو كافتيريات للاستراحة فيها وتناول شاي أو وجبة خصوصا والإجراءات بطيئة عكس ما يحدث في منفذ تونس, الذي لا يعاني المواطن الليبي بأي صورة ولا تستغرق إجراءات دخوله بسيارته دقائق وهو ما جعل المواطنون الليبيون يتجهون الي تونس, برغم بعد المسافة, للعلاج أو الاستشفاء والسياحة برغم محبتهم لمصر. ويتمني صالح المبروك العبيدي رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة ببنغازي تفعيل الجمرك المشترك الذي تم بناؤه قبل الثورة وتدريب عناصر من البلدين علي العمل فيه حتي يتم اختصار الوقت وإراحة العابرين وتسييل حركة التجارة بين البلدين, فهل يعقل أن يكون حجم التجارة بينهما300 مليون جنيه فقط سنويا في حين أن الطلب علي المنتجات المصرية جميعها متوافر في السوق الليبية وأهمها مواد البناء والأسمنت والسيراميك والأدوية والأغذية, وهو ما يؤكده علاء المراكبي أحد الوجوه المصرية البارزة والمشرفة في بنغازي بقوله: السوق الليبية متسعة لمئات الألوف من العمالة شريطة احترام البلاد التي يعيشون فيها والتمتع بالخلق الطيب واتقان العمل الذي يعملونه ولكل الشركات في مصر, خصوصا في المجالات الطبية من معدات وأجهزة تعويضية خاصة وقد خلفت الحرب مع القذافي أعداد كبيرة من الجرحي والمعاقين والأدوية وخصوصا المكملات الغذائية, وكذلك صناعة الأسمنت والسيراميك وأدوية السكر والقلب والجلطات والجلوكوز. أما السفير عبدالسلام الرقيعي وكيل وزارة الخارجية الليبية, فيضيف: يمكن للتعاون بين البلدين أن يشهد مجالات جديدة مثل الاستثمار في مجال الصيد البحري الذي لا يوجد عمالة فنية مدربة من الليبيين في هذا المجال, ولدينا2000 كم من السواحل, وبدلا من القبض كل فترة علي مراكب مصرية فلماذا لا يتم ابرام اتفاق بيننا للصيد ونحن جاهزون بدلا من استئثار المراكب الأوروبية بخيرات سواحلنا, كما يجب أن تتم اتفاقات أخري في مجال التعليم فإن كان القنصل المصري في بنغازي عبدالحميد الرافعي يقوم بتوثيق عشرات الشهادات الدراسية يوميا لاكمال الدراسة والتعليم في مصر, فإن الاعداد يمكن أن تزيد بشرط تبسيط الإجراءات حتي لا ينتظر الطالب الليبي6 أشهر للحصول علي معادلة شهادته, ولذا يضيف السفير عبدالسلام الرقيعي لابد من توقيع اتفاقية قنصلية حتي يزيد عدد الطلاب الليبيين في مصر بدلا من السفر الي أوروبا خصوصا ونحن نثق في التعليم المصري. كما يطرح السفير الرقيعي أيضا امكانية قيام الشركات السياحية المصرية بتسويق السياحة في ليبيا, خصوصا في منطقة الجبل الأخضر وبها أروع المناظر السياحية في العالم ويمكن استحداث السياحة الدينية بها لمسيحيي مصر والكنيسة الشرقية في نبع مرقص الرسول. ويشير السفير الرقيعي الي وجوب تفعيل التعاون في المجال الطبي بأن تسعي وزارة الصحة المصرية لفتح مكتب لخدمة المرضي الليبيين في بنغازي كما فعل الأردن بانشاء مكتب خدمات طبية يعمل علي تقديم المشورة والتوعية لكل المرضي, بل والحجز لهم في المستشفيات بحيث يسافر المريض وهو مطمئن الي كل ما سيجده هناك من رعاية طبية وعلاج. بقي أن نقول إن ليبيا واعدة بالرخاء وبزيادة الاستثمارات في جميع المجالات, فهناك مثلا كما أعلنت الحكومة الحالية11 مليار دولار مخصصة لاعادة اعمار المطارات والموانئ والطرق, وغيرها في جميع المجالات, فاذا كانت الحكومة المصرية مهتمة بالأمر فيجب عليها أولا التعاون في استتباب الأمن في ليبيا والنهوض دستوريا وسياسيا وإعادة التوازن في العلاقة معها بتتبع فلول القذافي, الذين يعملون علي تخريب ليبيا وعرقلة التقدم نحو الاستقرار فيها, ومساعدة طاقم القنصلية المصرية في بنغازي والذين يبذلون جهودا كبيرة لتحسين العلاقات والحفاظ علي المصريين ورعايتهم, ولكن تنقصهم حسب ما فهمت دون تصريح قلة الامكانات المادية وعدم توافر العناصر البشرية.