9 «إذا كان الحفاظ على أمن الوطن يتطلب اللجوء إلى إجراءات استثنائية مثل فرض حالة الطواريء فليس أمام شعب تونس سوى تغليب استحقاقات أمن الوطن فوق وقبل وبعد أية استحقاقات أخري».. هذا هو ما قاله الرئيس التونسى الباجى السبسى وهو يعلن حالة الطواريء بعد أن استفحل خطر الإرهاب فى الدولة الخضراء وبلغ ذروته فى الهجوم الغادر ضد السياح الأجانب على شواطيء منتجع سوسة السياحي! والذى لم يقله الرئيس التونسى أن الذين يتباكون على تقييد الحريات بإعلان حالة الطواريء يتناسون أن جماعات الإرهاب والتطرف التى يدافعون عنها هى المسئولة عن استدعاء حالة الطواريء بتوفير الضرورات لهذا الاستدعاء وأنهم باستمرار حماقاتهم يريدون أن يتحول الإطار المحدود والمؤقت للطواريء إلى وضع دائم ومألوف فى إدارة الحياة العامة لكى يواصلوا نباحهم ضد ما يسمونه «الاستبداد»! إن هؤلاء ومن يقفون من ورائهم ويصدعون رؤوس أمتنا العربية بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هم الذين لا يريدون لشعوب هذه الأمة أمنا أو أمانا ولا حرية أو ديمقراطية فهم وليس أحد سواهم الذين انقضوا على انتفاضات التغيير والإصلاح فى شتى أقطار الأمة ووضعوا شعوبها بين سندان فتاوى الإرهابيين والجهلة ومطرقة الطواريء والأحكام العرفية التى لا بديل عنها للإبقاء على بعض ما تبقى من الدولة الوطنية التى ناءت أحمالها من عواصف التكفير والتخوين. إن هؤلاء الإرهابيين ومن يقفون خلفهم متباكين على أحلام الديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية ليسوا سوى أدوات تحركها أجهزة الاستخبارات العالمية لكى يصبح استدعاء الاستبداد ضرورة حتى يضمن الناس أمنهم وأمانهم... وتلك هى المعادلة الصعبة التى سعت مصر من خلال ثورة 30 يونيو لتجنبها من خلال صياغة توازن دقيق بين الحق المشروع فى توفير الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.. وبين الواجب الحتمى فى ضمان الأمن للوطن وللمواطنين لأن أمن الوطن وأمن المواطنين خيار وحيد دونه الرقاب بلغة الإرهابيين انفسهم! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: الوجه الكالح كالطعام المالح.. ممقوت وغير صالح ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله