نقش اسمه بأحرف من نور كبطل شجاع وجندي مغوار لا يشق له غبار، عندما يتعرض أمن الوطن للخطر ، وخلد سيرته العطرة في قلوب أبناء وطنه بإقدامه وبلائه الحسن في معركة الشرف والكرامة الوطنية ضد دواعش هذا العصر وتكفيرييه الدمويين في أرض الفيروز سيناء .. عبد الرحمن محمد المتولي الشاب المصري ابن الأعوام الثلاثة والعشرين وابن عزبة الشال بالمنصورة، والذي شارك جده في انتصار أكتوبر عام 1973 وأسر لدي العدو حينها ، أما هو فقد خطف حب وتقدير كل أبناء الدقهلية ولا يزال حديث المجالس في كل مكان بعد أن وثقت الدولة وقادته العسكريون مجهوداته الخارقة في التصدي لأشرار العصر وخوارج الملة المأجورين . عبد الرحمن تلقي رصاصة في جنبه أثناء هجوم التكفيريين علي كمين أبو رفاعي ، وقال له قائد الكمين ، الملازم أول عمرو أدهم صلاح " إجمد يا عبد الرحمن " وكان لتلك الجملة مفعول السحر ، لدي البطل الذي ظل ممسكا بسلاحه رافضا التخلي عنه وعن زملائه ، وقد طلب منه قائده أن ينضم الي زملائه المصابين ، لكنه رفض ، واستطاع رغم إصابته بطلق ناري أن يقتل لوحده 12 تكفيريا . وكان يزداد قوة وتماسكا كلما سقط واحد من العناصر التكفيرية ، وكأنه لم يصب ، إلي أن جاءته رصاصة في رأسه ، ليسقط شهيدا وهو صائم. وعبد الرحمن من أسرة بسيطة جدا، فوالده محمد المتولي 54 عاما مهنته كهربائي، وزوجته سيرة رجب أحمد 45 سنة ربة منزل، ولديهم ثلاثة أبناء أكبرهم محمود 28 سنة دبلوم صناعة ويعمل أستورجي في السعودية، ومتزوج ولديه طفلان ، وعادل 23 سنة دبلوم زراعة وعاطل عن العمل، أما الشهيد عبد الرحمن فقد كان يعيش مع جدته أم والده ، حيث نشأ في أحضانها وقام برعايتها ، كما كان يساعد أسرته في العمل نهارا مع والده، وفي الليل يعمل بأحد المولات لبيع الأغذية للإنفاق علي مصاريف دراسته . ويتحدث عادل شقيق عبد الرحمن الأصغر والحزن يعتصره ل ( الأهرام ) قائلا: عبد الرحمن دخل الجيش من أربعة أشهر.. خاطب وكان ناوي يتزوج بعد انتهاء فترة خدمة الجيش، وآخر أجازة له من شهرين تقريبا نظرا لظروف سيناء .أما أم الشهيد فقالت والدموع تملأ عينيها: "كان يطلب دائما الدعاء له لأنه كان يشعر بأن هناك شيئا سوف يحدث من الإرهابيين الخونة، وظل عونا وسندا لأبيه في الدنيا فكان يعمل بسوبر ماركت في المنصورة لمساعدتنا علي المعيشة، وكان محبوبا وسط زملائه وكان يتمني القضاء علي الإرهابيين ". فيما قال محمد المتولي رمضان والد الشهيد: "ابني عاش راجل ومات راجل ورفض التراجع علي الرغم من إصابته وكان يستطيع النجاة بنفسه، ولكنه رفض، وحسبي الله ونعم الوكيل . ويضيف والده : رغم أن الفراق صعب علينا جميعا إلا إن استشهاده خفف الألم والمرارة بعد كلمات قائده والذي أثني عليه وحمل صورته ليذكر اسم ابني كبطل تحمل إصابته بجنبه ورغم نزيف دمه الا انه دافع عن قائده ووطنه وأخذ ثأره من الإرهابيين ، وأنا مش زعلان أي مسلم يتمني الشهادة، وأنا علي استعداد أن أقدم نفسي وأولادي الآخرين فداء للوطن . وعلي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي كتب الشهيد عبد الرحمن آخر بوست له كأنه يعلم أنه لن يعود ثانيا "يلا الأجازة خلصت ياعالم هنيجي تاني ولا لأ سلااام " ووضع صوة أخري كتب عليها "يوما سيقال مات". ووضع صورة علي صفحته منذ خمسة شهور وعليها مكتوب "حنحميها حتي لو هنموت فيها" . أحزان الدقهلية علي شهيد عزبة الشال لم تتوقف، وكذا الاهتمام الرسمي والشعبي بأسرته والوفاء له ، حيث أصدر حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، قرارًا بإطلاق اسم المجند عبدالرحمن متولي علي مدرسة أحمد لطفي السيد الابتدائية بمنطقة عزبة الشال بالمنصورة ، كما وجه الوحدة المحلية لحي شرق المنصورة، بتغيير اسم شارع الرشيدي مسقط رأس الشهيد، إلي شارع الشهيد عبدالرحمن محمد متولي ، ووعد المحافظ والد الشهيد بتوفير فرصة عمل لنجله المسافر حاليا بالخارج .