تعلن نتيجة الثانوية العامة خلال ساعات ، ويبدأ مكتب التنسيق فتح القبول للمرحلة الأولى لطلاب المجاميع العليا ، وهى مرحلة الاتجاه الآلى للكليات التى ينبهر بها الآباء قبل الأبناء بأنها كليات القمة ، فى حين يرى الخبراء أن المجموع ليس هو الفيصل بقدر حسن اختيار الكلية المتناسبة مع إمكانات وإبداع الطالب ، ليحقق فيها أعلى المستويات ، فكلية القمة الحقيقية هى التى يتفوق فيها الطالب ، وهنا يأتى الصراع بين ما تريده الأسرة من (البرستيج) وبين المجال الذى يتفوق فيه ، لذلك فإن نحو30 % من الطلاب الملتحقين بما يسمى بكليات القمة يرسبون بجدارة فى السنة الأولى بالكلية ، ويحصل بعضهم على تقدير ضعيف جدا فترفض الكلية استمرارهم .وتبقى مشكلة المفاهيم حول صراع الاختيار الصعب للكلية ومع إعلان النتيجة تفتح وزارة التعليم العالى مكتب التنسيق وتحدد الفئة التى ستتقدم حسب الدرجات ووقت التقدم ، بموقع التنسيق الالكترونى فى معامل كليات الحاسبات بالجامعات لملء الرغبات على موقع التنسيق ، ومن خلال دليل التنسيق بالجامعات ، وبعد فتح الموقع علي tansik يدخل الطالب الرقم القومى الخاص به ورقم الجلوس ، ثم يدخل الرقم السرى الموجود فى استمارة النجاح ، ويعرض رغباته فى 48 خانة للاختبارات، وأن ينقل الرقم التأكيدى فى المربع التالى له ، ثم يحفظ البيانات ، وأن يشمل المجموع المدون المجموع الأصلى إضافة للحافز الرياضى إذا وجد، وأن يراعى الطالب الالتزام بالكليات حسب التخصص فى قوائم التوزيع الجغرافى وموقع إدارته التعليمية فيما عدا كليات غير ملزمة مثل الإعلام والتمريض ، وبالنسبة لجامعات القاهرة الكبرى تعامل على أنها إقليم واحد ، ويمكن للطالب من خلال إدخال رقم الجلوس معرفة خدمات التنسيق قبل بدء ملء الرغبات ، وفى حال حدوث خطأ فى تسجيل البيانات أو الرغبات على الطالب الرجوع للرقم المختصر الذى تعلنه الوزارة . وتتجه الوزارة لتقليل الاغتراب فى الكليات المناظرة وغير المناظرة فى حدود الحد الأدنى وبنسبة 10% من الطلاب المقبولين ، إضافة لفتح تنسيق الجامعات الخاصة . أساسيات الاختيار حول العوامل المؤثرة فى اختيار الطالب للكلية التى يتقدم لها يؤكد الدكتور رفعت الضبع أستاذ الإعلام التربوى أن أول أساسيات اختيار الكلية هو مستوى وامكانات الطالب التعليمية والمهارية والابداعية ومجموعه ودرجة إجادته للغات الأجنبية خاصة للكليات التى تعتمد فى مناهجها على اللغة الأجنبية ، وقدراته الرياضية للحاق بكلية التربية الرياضية وكذلك الكليات العسكرية والشرطة ،وعلى قدرته على الابداع والثقافة المطلوبة ، فالطالب يجب أن يحدد العمل الذى يهدف للالتحاق به ، فقد تحتاج ثقافة عالية متسعة للعمل مثلا بالسلك الدبلوماسى أو الاعلام ،وأن تكون لدى الأسرة إمكانات مادية تتناسب والمصروفات العالية وتكاليف العملية التعليمية فى الكليات العملية لتوفير الأدوات والخامات والمراجع طوال العام الدراسى ، كما أن التحاق الطالبات يحتاج اقتراب الكلية من مقرالسكن عادة ، ولا تتحمل الاغتراب ،إلا أن مشكلة الابن ربما تصطدم مع الأسرة التى ترغم الطالب على اختيار كلية معينة على سبيل الوجاهة الاجتماعية دون اعتبارلرغباته وامكاناته ، مما قد يضر مستقبل الابن ولا يحقق شيئا مهما .كما أن الأسرة ربما تطلب من الابن التقدم لكلية تناسب تخصص الوالد أومهنته إذا كان طبيبا أو مهندسا أودبلوماسيا ،أو مستشارا بالقضاء أو محاسبا ،أو تاجرا أوغيرها من الوظائف والأعمال ، كما أن سياسة الدولة فى التعيين لها دور مهم فى الإقبال على كليات الحاسبات أوالتخصصات المدنية أو العسكرية . ويرى الدكتور أحمد الخطيب أستاذ ديناميكا الماكينات بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية ، أن التنسيق يجب أن يرتبط بمستويات الطالب فى المرحلة الثانوية بحيث يرجح الاتجاه نحو الدرجات الأعلى فى مجموع مادة التخصص المطلوبة ، لأنها مؤشر عملى حقيقى لإمكانات الطالب التى تتناسب مع الكلية المطلوبة ، وكان مستوى المواد من قبل هو المقياس فى القبول بالجامعات قبل النظام الحالى ، فإضافة للمجموع كان الاختيار للالتحاق بالهندسة التفوق العالى فى الرياضيات والفيزياء ، وفى الأحياء والفيزياء أيضا للطب ، فالكليات من المفترض أن يكون لها دور فى تحديد المستوى المطلوب من الطالب ، ومع ذلك لا يؤخذ رأيها ، مع أن هذا النظام مطبق عالميا وحتى بالجامعة الأمريكية ، فالمجموع الكلى ليس دليل تأهل الطالب أو صلاحيته للدراسة فى التخصص الجامعى ، لذلك تجد أن نسبة الرسوب بينهم فى العام الدراسى الأول بالكلية لا تقل عن 20% ويضطر الكثيرون منهم للتحويل لكلية أخرى فى العام التالى بعدضياع سنة كاملة عليهم، كما أن كلية مثل الهندسة تتبع نفس الموضوع فى التخصصات فى السنة الأولى بعد الإعدادى وبشفافية مطلقة حيث يقبل الطلاب على تخصصات أقسام الكمبيوتر والكهرباء والميكانيكا ، لذلك فإن النصيحة التى يجب أن توجه للطالب هى ألا يغتر بالمجموع فقد لا يعبر عن مستواه الحقيقى غالبا لأن الامتحانات حاليا تعتمد على حفظ الأسئلة والأجوبة ، وهنا يكون مستوى المدرس وقدراته فى التحفيظ هو الفيصل. كلية التفوق ويرى الدكتور محمد الطيب أستاذ الصحة النفسية بجامعة طنطا ، أن الطالب يجب أن يأخذ فرصته الحقيقية فى اختيار الكلية التى تناسب إمكاناته الشخصية والمهنة المطلوبة فى السوق ، وبما يسمح له بالتفوق ، وهذا سينعكس بالتأكيد على فرصة عمله فى المستقبل من إمكانات عالية تعود عليه ماديا ومهنيا وفى المجتمع ، فاختيار الكلية وفق المجموع هو عملية استخسار ، فقد يدخل الطالب كلية مرموقة ولكنه لا يحقق نجاحا كبيرا أوتفوقا عمليا ، إذا لم تكن هذه الكلية مناسبة لإمكاناته ويرى الدكتور محمد سكران أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم أن هناك مسئولية كبيرة للمستقبل ، فالتفوق حتى بالدراسة ليس هو أول وآخر الأشياء ولكنه بداية الطريق ، فربما يكون إنسان غير متفوق يصنع فى دراسته أكبر انجازات التفوق والموقع الاجتماعى ، المهم أن يراعى الطالب فى اختياره قدراته العقلية المتناسبة مع الاختيار ليبدع فى الدراسة التى يختارها ، لأن كل إنسان له قدرات خاصة قد لا تتوفر فى آخرين ، المهم أن ذلك يواكب سوق العمل ، وهنا فإن على الطالب أن يستعين بخبرات الآخرين الناجحين فى عملهم لارشاده فى اختيار الكلية الأنسب لتخصصه فى المستقبل ، وأن تكون له رؤية واضحة وأن يحب هذا المجال الذى لم يجد غيره مهما قلل الناس منه ، لأن الإخلاص وحب المادة أساس النجاح والتفوق دراسيا وعمليا بعد ذلك . تحديد المستوي أما الدكتور طارق فاروق الباحث بجامعة عين شمس فينصح الطلاب بدراسة وقياس مستواهم فى كل مادة على مستوى السنوات الثانوية على الأقل وفى كل مادة على حدة ليتخير أنسب الاتجاهات لمستواه الدراسى فى المستقبل ، فمثلا فى اللغة العربية حصل فى السنوات الأولى على 92% لتضرب فى واحد فتصير 92 % وفى الثانية الدرجة 90 % وتضرب فى 2 لتكون 1،80 ودرجة الصف الثالث 86 % مثلا فى 3 وتكون النتيجة 3،58 ، فإذا جمعنا النتائج الثلاث تكون 5،3 وتقسم على مجموع الأجزاء وهو رقم 6 فيكون متوسط مستواك فى المادة88،3 فإذا أجريت هذه الحسبة على كل مادة فإنك تستطيع حساب مستواك الحقيقى ، ومنه يمكنك أن تحدد الاتجاه الانسب لدراستك فى الجامعة حسب ارتفاع الدرجة ، مع اعتبار أن هناك اختلافا كبيرا بين رغبتك وقدرتك العلمية والصحية ،فلا يكون هدفك هو الحصول على الشهادة بقدر استفادتك منها فمنطق خسارة المجموع هوخسارة على الأسرة وضياع مجهود الطالب ، فالتخصص يعنى زيادة إمكانات الفرد وإنتاجه فضلا عن السلوك المتقدمة .