توافد وزراء خارجية القوى الكبرى على فيينا أمس فى محاولات أخيرة لمواصلة الاجتماعات الماراثونية للتوصل إلى اتفاق تاريخى غدا الثلاثاء بشأن الملف النووى الإيراني، فى الوقت الذى واصلت فيه طهران إصرارها على الإنهاء الفورى للعقوبات مقابل الموافقة على تقييد برنامجها النووي، وذلك قبل 24 ساعة من المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق، والمقرر لها نهاية يوم الثلاثاء. ووصل وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى إلى فيينا من أجل استكمال المراحل الأخيرة من التفاوض مع إيران. ومن جانبه، قال عباس عراقجى نائب وزير الخارجية الإيرانى والمفاوض النووي، إن "تمديد المفاوضات ليس خيار أى طرف، لا نحن ولا الآخرون، نحاول إنهاء العمل فى هذه المرحلة، لكن هل سيتم ذلك؟ لا يمكننى الجزم بذلك". وشدد عراقجى مجددا على وجوب أن يحترم أى اتفاق "الخطوط الحمراء" لطهران. وأوضح أن المفاوضين أعدوا "نصا من 20 صفحة مع خمسة ملاحق، أى فى الإجمال بين 70 و80 صفحة" لكن "بعض المسائل المهمة" خصوصا "أربع أو خمس نقاط تتعلق بالعقوبات" لم تتم تسويتها حتى الآن وسيحسم أمرها وزراء الخارجية. وتابع أن طهران تصر على إنهاء فورى للعقوبات الاقتصادية فى مقابل الموافقة على تقييد برنامجها النووي". وقال عراقجى إن"هناك تعقيدات تتعلق بالرفع المتزامن للعقوبات مع تنفيذ إيران لالتزاماتها، لكن ذلك سيستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر، وأصر على أن إيران ليست على استعداد للانتظار هذه الفترة الطويلة من أجل رفع هذه العقوبات التعجيزية". وأشار إلى أن أى اتفاق يجب أن يوافق عليه كل من الكونجرس الأمريكى والبرلمان الإيرانى أولا قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وقال عراقجى إن هذه القضية يجب أن تناقش من قبل وزراء خارجية الدول السبع المشاركة فى المفاوضات وأن تحسم غدا. وفى إطار متصل، وصف سباستيان كورتس وزير خارجية النمسا المفاوضات النووية بأنها "تسير على طريق تحقيق الهدف". وفى هذه الأثناء، قال دبلوماسى أوروبى قريب من المحادثات ل"الأهرام":"نعتقد أن الصيغة التى توصلنا إليها هى أفضل حل وسط للاستجابة لمطالب إيران من ناحية برفع فورى للعقوبات، ومطالب المجتمع الدولى من ناحية أخرى برفع يتزامن مع تطبيق إيران للاتفاق". وأكد دبلوماسيون مطلعون إن المفاوضات ما زالت متعثرة حول قرار من مجلس الأمن بشأن آلية رفع العقوبات المفروضة من الأممالمتحدة وآلية إعادة فرضها إذا خالفت طهران بنود الاتفاق. ومن إطار متصل، قال مسئول إيرانى مطلع ل"الأهرام": إنها أشبه بسكين فى الظهر طوال الوقت لانها تعطى الغرب حق العودة لنظام العقوبات دون حتى تصويت جديد من مجلس الأمن". وفى غضون ذلك، قال مسئول حكومى أمريكى إن المفاوضات وصلت إلى مرحلتها النهائية، وإنه تم إحراز تقدم، لكن لا تزال هناك قضايا مهمة لم تحسم. وفى تل أبيب، حذر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى من الاتفاق، قائلا إن "ما يحدث فى فيينا الآن لا يمكن اعتباره إنطلاقة وإنما انتكاسة". ووصف نيتانياهو، فى كلمة ألقاها فى مستهل جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، الصفقة مع طهران بأنها أسوأ من تلك التى تم التوصل إليها مع كوريا الشمالية، والتى أفضت فى نهاية المطاف إلى حصول بيونج يانج على ترسانة نووية . وأضاف أن "التنازلات التى تقدم لإيران تزداد يوما بعد يوم، وأن مئات المليارات من الدولارات التى ستتدفق إلى الاقتصاد الإيرانى جراء هذه الصفقة ستستخدم لتصعيد النشاطات الإرهابية ".