رغم الانتقادات الحادة التى توجه لبرامج المقالب مع بدء انطلاقها على شاشات الفضائيات، وتشابه فكرتها هذا العام من خلال استخدام الطائرة، فإنها تتنافس بقوة على جذب المشاهدين ففى الوقت الذى سطع فيه برنامج "رامز واكل الجو"، الذى يقدمه الفنان رامز جلال، ويعرض على قناة "إم بى سي" مصر، وتدور فكرته حول ركوب الضيوف لطائرة تتعرض لاضطرابات جوية .. خطف برنامج "هبوط اضطرارى الذى يقدمه الفنان هانى رمزي، على قناة "الحياة" الأضواء، حيث يتم تصويره على متن طائرة تتعرض لظروف جوية استثنائية، كما برز أيضا على حلبة المنافسة، برنامج "التجربة الخفية" الذى يقدمه شادى ألفونس وخالد منصور، على قناة "النهار"، ويعتمد على استضافة الفنانين للقيام برحلة جوية والقفز بالباراشوت من الطائرة لتكون الخدعة أن "الباراشوت لا يعمل". وفى هذا التحقيق نستطلع آراء فنانين وخبراء ومخرجين، حول هذه النوعية من البرامج، حيث أكد بعضهم أنها خرجت عن مضمونها وهدفها الحقيقي، وآخرون وصفوها بالمفبركة ومتفق عليها مع الضيف، وأنها تسيء للوسط الفني. ورأى د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن برامج المقالب فقدت عنصر المفاجأة والتشويق، وأن لغة الحوار فيها ساذجة وسطحية، وقال "ظل متعارف بين المشاهدين أن الفنان الذى يذهب إلى هذه البرامج يتقاضى مبالغ مالية كبيرة، وهو شريك فى المقلب الذى فيه قدر كبير من التصنع"، وأوضح أن هذه البرامج أصبحت مجرد تمثيلية سخيفة يتعرض لها المشاهد، متسائلا هل يتقبل فنان هذا الشكل من المقالب مجرد أن هذا البرنامج من تقديم فنان صديقه؟ وشدد علم الدين على أن برامج المقالب خرجت عن المألوف فبدل من رسم البسمة على الوجوه أصبحت تسبب ضغطا نفسيا على المشاهد، مطالبا بضرورة إنشاء وحدات لقياس مدى رضاء المشاهدين عن هذه البرامج، وتبنى أفكار جديدة لهذه البرامج. بدوره، أرجع المخرج على عبد الخالق فشل برنامج "رامز واكل الجو" فى إقناع الجمهور بالمقالب إلى الأخطاء الفنية التى وقع فيها الإخراج، رغم المبالغ الطائلة التى أنفقت عليه، لافتا إلى أن أهم هذه الاخطاء التى ظهرت جليا للمشاهد، تمثلت فى ثبات الكاميرا فى أثناء تعرض الطائرة للسقوط، وهو ما أدى إلى فقد البرنامج للمصداقية وشعوره أن المقلب ما هو إلا تمثيل فى تمثيل. وعبر عبد الخالق عن اندهاشه من وجود ثلاثة برامج تعتمد على فكرة واحدة تستخدم فيها الطائرة، مؤكدا أن هذه البرامج تبدلت أهدافها من صناعة البسمة وإسعاد المشاهد إلى بث جو ملئ بالفزع والرعب، مشيرا فى هذا الصدد إلى أحد البرامج الذى يعتمد على إلقاء الفنان بنفسه من الطائرة معرضا حياته للخطر فى سبيل المال. من جهتها، اتفقت الفنانة القديرة سميرة أحمد مع الرأيين السابقين، مبدية غضبها الشديد من الإهانة والسخرية التى يقدم البرنامج بها الفنان، منتقدة كمية الألفاظ الخارجة التى تطلقها أفواه الفنانين، دون مراعاة المشاهدين من أطفال وشباب ونساء، ووصفت سميرة أحمد برامج المقالب بالسخيفة، رافضة المشاركة فيها حتى لو وصل أجرها مليون جنيه عن الحلقة، متسائلة هل هذه البرامج بالفعل تمثيل أم حقيقة؟، معربة عن حزنها من استضافة أحد برامج المقالب ممثلة قديرة وكبيرة، وقال "إن ما حدث مع هذه الفنانة ليس إهانة لها فحسب بل للوسط الفنى بأكمله". ويبقى السؤال .. ما مصير برامج المقالب فى العام المقبل بعد استخدامها كافة الحيل لخداع الضيف أو خداع المتلقي؟.