أذاعت القوات المسلحة تقريرا مصورا حول الأحداث الارهابية التى تعرضت لها مدينتا رفح والشيخ زويد بشمال سيناء يوم الأربعاء الماضى، والتي أسفرت عن استشهاد 17 من أفراد الجيش وإصابة 13 اخرين، ومقتل أكثر من 100 من الإرهابيين. وتضمن التقرير رسومات جرافيك توضح فشل الإرهابيين فى الاستيلاء على أي من النقاط الأمنية التى تمت مهاجمتها، وكذلك اشتراك قنوات معروفة بانتمائها ودفاعها عن الجماعات الإرهابية ومرافقتها للإرهابيين قبل اقتحامهم للنقاط الأمنية، بما يؤكد اشتراكها في الهجوم، كما حدد التقرير عددا من القنوات الفضائية (الجزيرة، مكملين، الشرق) مع ما بثته من أرقام وتفاصيل مغلوطة والإدعاء بسقوط سيناء في قبضة تنظيم «داعش» الإرهابى. ونقل التقرير شهادات حية من أفراد القوات المسلحة المصابين من داخل أحد مستشفيات القوات المسلحة وقصص بطولات ضباط وجنود استبسلوا في الدفاع عن أماكن ارتكازهم وتفاصيل الهجوم عليهم بسيارات دفع رباعي وعربة مفخخة. كما أذاع التقرير صوتًا تسجيليا لأحد العناصر الإرهابية يتحدث ويطلب الاستغاثة بعد القصف المتوالى لعناصر القوات المسلحة. وجاء فى التقرير أنه «في مطلع يوم جديد من أيام رمضان الأربعاء، في الأول من يوليو كانت القوات المسلحة بأبطالها البواسل مع موعد ملحمة جديدة لإفشال مخطط محكم للهجوم على الأماكن والارتكازات الأمنية والعسكرية بمدينتي رفح والشيخ زويد لإحداث نوع من الفوضى والفراغ الأمني والإيحاء بسقوط مدينة الشيخ زويد في أيدي العناصر التكفيرية لإعلان تكوين إمارة إسلامية متطرفة بما يسمى «ولاية سيناء» وبمساعدة وسائل إعلام مناهضة لمصر فكانت معركة الثأر». وكشف التقرير المصور كيفية تصدي القوات المسلحة للهجمات الإرهابية بالتزامن، فأكد أنه اعتبارًا من الساعة 6٫55 دقيقة صباحًا قامت مجموعة إرهابية بالهجوم على عدد من الكمائن وقسم الشيخ زويد، علي النحو التالي: - كمين أبو رفاعي: تمكن أبطال الكمين البواسل «بقوة 17 فردًا» بالتعامل الفوري مع عربة يشتبه بحملها مواد متفجرة أثناء الاقتراب من الكمين، ما أدى لانفجارها محدثة موجة انفجارية هائلة. وأكد قائد الكمين، أنه في الساعة السابعة صباحًا بدأ التعامل، وعندما دخلت السيارة المفخخة إلى الكمين اعترضها الجنود، وفشل سائقها في الدخول إلى حرم الكمين ففجر السائق نفسه في الجنود ما أدى لاستشهادهم. وتابع: «كان يهاجمنا عدد كبير جدًا، في حين أن قوة الكمين لا تتجاوز 17 فردًا، فقمنا بإعادة انتشار وتم التعامل مع القوى المهاجمة والتمسك بالكمين لآخر وقت». ووصف قائد الكمين، جنوده بأنهم «وحوش» دافعوا عن الكمين بمنتهى الوطنية والبسالة والرجولة، كاشفًا بطولة مجند يدعى عبد الرحمن، نجح بمفرده في قتل 12 تكفيريًا وهو مصاب حتى جاءته رصاصة في رأسه ما أدى لاستشهاده. وكشف عن أن جنوده تعاملوا مع الإرهابيين بمنتهى الكفاءة، فنزل بعضهم من الكمين إلى قتلى العناصر الإرهابية واستولوا على سلاحهم وتم التعامل ضدهم دون الحاجة إلى دعم. وأكد أنه بعد إصابته فقد القدرة على حمل السلاح نتيجة النزيف، ولكنه زحف إلى صندوق قنابل وألقى 20 قنبلة على العناصر الإرهابية المهاجمة فتخوفوا من الصعود إلى أعلى الكمين رغم عددهم الكبير. وقال: «أحب أقول لأهالي الشهداء ماتقلقوش جبنا تار ولادكم بزيادة ودول إخواتي»، مشيرًا إلى أنه بعد وصول الدعم كان مصرًا على نقل الشهداء أولًا لأن ذلك من حق الذين ضحوا بحياتهم من أجل البلد . ولفت إلى أنه يتشرف في الخدمة في هذا المكان من أرض الوطن، مشيرًا إلى ما يؤلمه أنه لم يستطع رؤية الجنود الشهداء معه، مؤكدًا أنه كان يتمني حضور عزائهم وتشييع جثامينهم لأن الفضل يعود إليهم في التضحية بحياتهم من أجل الوطن ومن أجل عدم سقوط الكمين في يد التكفيريين، رغم القوة التدميرية الشديدة في المعركة، متابعًا: «أنا فخر ليا أنني اشتغلت مع مثل هؤلاء والعمل معهم وسام على صدري، وأعلم أنهم وحوش واخترتهم بالاسم، تمنوا الشهادة ونالوها». وقال أحد جنود كمين «أبو رفاعي»، إن قوة الكمين تتكون من 17 فردًا فقط، وإن الضابط قائد الكمين أصيب خلال الاشتباكات ب 3 رصاصات غير الشظايا في أنحاء متفرقة من الجسد ورفض ترك الكمين. وأضاف: أن الضابط رغم إصابته الشديدة أصر أن يكون آخر فرد يتم نقله إلى المستشفى بعد نقل كل الجنود المصابين والشهداء. وأكد التقرير أن أحد ضباط الكمين، انسحب بدبابته إلى الخلف قليلًا ليقيها الموجة الانفجارية للسيارة المفخخة ثم عاود الهجوم على العناصر التكفيرية في الوقت الذي نجح فيه قائد الكمين باستخدام القنابل اليدوية ما ألحق خسائر بشرية كبيرة في العناصر التكفيرية المهاجمة وقتل 19 فردًا بالتوازي مع فرار 2 عربة دفع رباعي إلي مدينة الشيخ زويد. - كمين سدرة أبو الحجاج : أكد التقرير، أنه في توقيت متزامن قامت عناصر تكفيرية تتراوح بين 40 و50 فردًا مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة وهاون وقذائف «آر بي جي»، بدفع عربة مفخخة وحاول أحد الجنود معارضتها إلا أنها لم تتمثل للأمر، فضحى بنفسه وأطلق النيران على العربة خارج منطقة الكمين. وتابع التقرير كاشفًا تفاصيل الهجوم الإرهابي، «يأتي هذا بالتزامن مع قيام العناصر الإرهابية بإطلاق قذائف الهاون والآر بي جي على الكمين إلا أن عناصر تأمين الكمين دافعت عنه ببسالة رغم من وجود شهداء ومصابين وقتل 7 أفراد من العناصر التكفيرية ما أدى إلى انسحاب باقي العناصر الإرهابية باتجاه الشيخ زويد. وكشف أحد الجنود المصابين، عن أنه تم التعامل مع العناصر الإرهابية ما يقرب من 7 ساعات، وتم قتل أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية المهاجمة للكمين، والذين استدعوا سيارتين وحملوا حوالي نصف من تم إسقاطهم من العناصر الإرهابية. وأشار إلى أنه تم ملاحظة الأجسام الكبيرة للعناصر الإرهابية المهاجمة متابعًا: «دول ميخوفوناش هاتلي سلاح وأنا انزل سيناء تاني دلوقتي»، مؤكدًا أنه أمام كل شهيد قتل حوالي 20 تكفيريًا من المهاجمين. وأكد جندي مصاب آخر، «عندما أتعافى وأعود لكامل صحتي سأحمل خوذتي وبندقيتي إلى الكمين مرة أخرى، وسنظل خلفهم حتى يتم تنظيف البلد من أمثالهم». ولفت التقرير إلى أن عددا من سيارات الدفع الرباعي المسلحة وحوالي 3 إلى 4 موتوسيكل أطلقت النار بشكل مباشر على كمائن «بوابة الشيخ زويد، كمين سيدروت، كمين الماسورة، كمين الوحشي، كمين جرادة، كمين الشولاق، كمين العبيدات، وكمين قبر عميرة». وأضح التقرير، أن العناصر التكفيرية رفعت أعلام التنظيم الإرهابي «ولاية سيناء»، على عدد من المباني لتصويرها واستخدمها إعلاميًا للادعاء بتمكن العناصر الإرهابية من إسقاط مدينة الشيخ زويد مع بث بيانات كاذبة وصور مغلوطة عن الهجمات الإرهابية في إطار الجيل الرابع من الحروب، وحرب المعلومات للتأثير على الروح المعنوية للقوات. وأشار التقرير إلى أن جميع الكمائن الأخرى نجحت في التصدي للعناصر المهاجمة وفرار العناصر التكفيرية جنوب الشيخ زويد، في الوقت الذي قامت فيه طائرات الأباتشي بتوجيه الضربات ضد مركزين لتجميع العناصر التكفيرية جنوب العلامة الدولية رقم 6 وتدمير 20 عربة دفع رباعي أثناء فرارها من أمام كمائن القوات المسلحة. وتضمن التقرير رسالة استغاثة، التقطتها أجهزة القوات المسلحة تقوم العناصر التكفيرية بطلب المساعدة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من القوات المسلحة بشمال سيناء والتي يقول فيها «إلحقونا .. إلحقونا.. إحنا مصابين». واختتم التقرير بأنه تم تجميع جثث العناصر التكفيرية، ونقل جثامين شهدائنا، وإجلاء المصابين إلى المستشفيات مع فرض السيطرة الكاملة على مدن رفح والشيخ زويد وإعادة الأوضاع الأمنية إلى ما كانت عليه، وتشديد الإجراءات الأمنية لمنع العناصر الإرهابية من الهروب.