قلق ينتاب العديد من السياسيين والحزبيين، مما قد تسفر عنه نتائج انتخابات مجلس النواب الجديد، واختيار أعضاء من الوجوه القديمة أو المرفوضة لارتباطها بالإرهاب، ويرون أن وجودهم تحت قبة البرلمان صدمة، كذلك من عدم انسجام المجلس، خاصة أن هناك الكثير من القوانين المؤثرة فى المستقبل فى انتظاره. ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى انتخاب النائب وفقا للعاطفة، والحب والكره كآلية حاسمة فى الاختيار، والارتباط الطائفى، والعشيرة، والعائلة، أو استخدام المال، واللعب على نقاط الضعف فى المجتمع كالبطالة، وجميعها سيطرت بالفعل على الانتخابات السابقة، وأفرزت أعدادا جلست فى مقاعد النواب، ولكن دون أى مشاركة حقيقية لضعف القدرات والرؤى، بالإضافة إلى أصحاب التوجهات التى لاتنصب فى مصلحة الشعب. لذلك يجب أن يكون لدينا جميعا كشعب خوف حقيقى على المجلس الجديد، حتى لا تضيع معه ثورتا 25 يناير و30 يونيو، والسنوات الأربع الماضية التى دفع خلالها المجتمع الكثير والغالى، ونرجع مرة أخرى إلى نقطة الصفر قبل ثورة يناير، ووقتها لن يفيد الندم ومحاولات الإصلاح بسبب الاختيارات غير المسئولة. كان حتما علينا أن نتغير، فى كل مسارات حياتنا، ليصبح للعلم والعلماء والأكفاء والمتميزين والموهوبين مكان فى المجتمع، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، برغم المعاناة التى عشناها ومازلنا نعيشها، والممارسات التى رفضناها من قبل، وعدم اختيار الأكفأ، ووضع كل مواطن فى مكانه الصحيح، لذا وجب على الدولة والحكومة البدء فى اختيار الأصلح، لينعكس إيجابيا على المواطن عند الاختيار الأصعب فى الانتخابات، لنصحح منظومة الحياة والتقدم. لمزيد من مقالات محمد حبيب