دخلت المفاوضات النووية بين الغرب وإيران مرحلتها الأخيرة قبل 24 ساعة من المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تاريخى بشأن هذه الأزمة خلال اجتماعات "5+1" فى فيينا، وذلك وسط اجتماعات ماراثونية بين وزيرى الخارجية الأمريكى جون كيرى والإيرانى محمد جواد ظريف. وقد عقد "ظريف" اجتماعه الثالث مع "كيرى"، لحل الخلافات المتبقية فيما يخص صياغة نص الاتفاق الشامل، كما أجرى مساعدا وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي 8 جولات من المفاوضات فى فيينا حتى الآن، لصياغة نص الاتفاق الشامل مع مساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى هيلجا أشميت، ومع مساعدة وزير الخارجية الأمريكى ويندي شيرمان. وكان "كيرى" قد صرح فى وقت سابق بأنه سيبقى فى فيينا حتى نهاية المهلة المحددة لصياغة نص الاتفاق الشامل. وفى الوقت نفسه، أكد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى، ضرورة التوصل إلى حل فى النزاع القائم حول البرنامج النووى الإيرانى، وقال لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية: "إننا نتفاوض منذ أسابيع تحت ضغط شديد، وهناك فرصة قائمة حاليا لحل هذا النزاع المستمر منذ عشرة أعوام". وأشار "شتاينماير" إلى أن المباحثات الأخيرة مع نظيريه الأمريكى والإيرانى أظهرت أن لا أحد يعتزم مد المفاوضات، ولكن هناك خبراء يعتبرون أنه من المحتمل جدا أن يتم تمديد فترة المفاوضات مجددا لمدة أيام. وفى غضون ذلك، أكد سيباستيان كورتس وزير خارجية النمسا، أهمية توفير الأمن الكامل لأعمال جولة المفاوضات الجارية التى تستضيفها النمسا خلال الوقت الراهن بين إيران والدول الغربية الست حول برنامج طهران النووى. وقال كورتس: "نحن نريد أن نوفر للمفاوضات أجواء مثالية، والأمن هو جانب مهم للغاية". وتأتى تصريحات وزير خارجية النمسا إلى ممثلى وسائل إعلام دولية تتابع عن كثب أعمال جولة المفاوضات النووية الجارية فى فيينا، بعد ظهور معلومات، فى وقت سابق، حول عمليات تجسس محتملة استهدفت فنادق استضافت جولات سابقة من مفاوضات إيران مع الغرب فى كل من النمسا وسويسرا. وفى الشأن نفسه، صرح دبلوماسيون غربيون مشاركون فى المفاوضات النووية بين إيران ودول "5+1" ل"الأهرام" بأن مستوى التوتر فى تزايد"مع اقتراب المهلة الزمنية للتوصل إلى اتفاق ينص على أن تقلص إيران أنشطتها النووية والسماح بتفتيش دولى لمنشآتها العسكرية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها". وقال دبلوماسى غربى "إن التوتر يتصاعد، لكن هذا كان متوقعا عموما مع اقتراب المهلة الزمنية". وجدد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، لدى وصوله إلى فيينا، تأكيد ثلاثة شروط "لا بد منها" للتوصل إلى الاتفاق مع إيران. وقال فابيوس، الذى ألتقى بشكل منفصل كلا من كيرى وظريف فى فيينا، إن "الشرط الأول هو وجود قيود مستمرة على القدرات النووية الإيرانية فى مجالى الأبحاث والإنتاج، والثانى هو تفتيش دقيق للمواقع الإيرانية بما فيها العسكرية اذا استدعت الحاجة، والثالث هو عودة العقوبات بطريقة آلية فى حال انتهاك طهران التزاماتها". وأضاف: "هذه الشروط الثلاثة تحترم سيادة إيران.. لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل الجميع مع أنها مثلث القاعدة التى لا بد منها لاتفاق صلب نرغب فيه، وسنضع هذه الشروط الثلاثة نصب أعيننا فى تعاطينا مع هذه المفاوضات". من ناحيته، قال المفتش النووى الدولى ديفيد اولبرايت، الموجود فى فيينا حاليا، والذى قدم شهادة أمام الكونجرس الأمريكى قبل أربعة أيام حول مزايا وعيوب الاتفاق النووى مع إيران، إن "المفاوضات صعبة وشائكة، لكننى أتوقع نجاحها رغم ذلك". وأوضح "اولبرايت" ل"الأهرام": "هناك عدة نقاط أساسية إذا حققها فريق التفاوض الأمريكى فلن يكون لديه مشكلة مع الإدارة الأمريكية أو الكونجرس، وعلى رأسها ضمان خفض اليورانيوم المخصب فى إيران إلى أقل من 300 كيلو جرام، والتأكد من أن محاولات إيرانية للإلتفاف على تعهداتها سيتم اكتشافها سريعا جدا". وأضاف اولبرايت: "الخلافات حول الجدول الزمنى لرفع العقوبات وحجم تخفيف العقوبات يمكن التوصل فيها لحلول وسط، لكن إجراءات ضمان التزام إيران بالاتفاق النووى لن تقدم فيها أى حلول وسط".