واصل آلاف السياح الأجانب مغادرة تونس فى عمليات إجلاء بعد الهجوم الدامى على فندق فى ولاية سوسة السياحية تبناه تنظيم "داعش" المتطرف، وأسفر عن مقتل 38 شخصا، بينهم 15 بريطانيا على الأقل، وإصابة 39 آخرين، بحسب آخر حصيلة رسمية اعلنتها وزارة الصحة التونسية. وكانت قد انطلقت فى تونس، مساء أمس الأول، مسيرة تضامنية بالمنطقة السياحية فى سوسة، للتنديد بالحادث الإرهابى، وتقدم المسيرة وزير الصحة سعيد العايدى، ووزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومى الرقيق، والعديد من المنظمات والجمعيات المدنية، للتنديد بالعملية الإرهابية. كما ستنظم مسيرة أخرى فى المنطقة السياحية، وسيتم خلالها إشعال الشموع. يأتى ذلك فى وقت حذرت فيه وزارة الخارجية البريطانية من السفر إلى تونس، كما حذرت من إمكان وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية فى تونس، عقب مذبحة سوسة. وكتبت الوزارة على موقعها "وقوع هجمات إرهابية أخرى فى تونس، بما فى ذلك على المنتجعات السياحية، أمر ممكن، من خلال أفراد غير معروفين لدى السلطات والمدفوعين من قبل الجماعات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعى". ودعت الخارجية البريطانية السياح البريطانيين إلى اليقظة والاحتياط فى ذلك الوقت، وإتباع نصائح السلطات الأمنية التونسية والمرشدين السياحيين. وفى رد فعل على التطورات فى تونس، رفع الجيش الجزائرى درجة التأهب على طول الحدود التونسية - الجزائرية، على مسافة بطول 1000 كيلو متر، على خلفية الاعتداء الإرهابى الذى استهدف فندقا سياحيا بمدينة سوسةالتونسية. وذكرت صحيفة " الخبر" الجزائرية، نقلا عن مصادر عليمة، أن الإستراتيجية الأمنية، التى يشرف عليها المركز المتقدم المتخصص فى مكافحة الإرهاب، تشير إلى وجود ما بين 7 آلاف و12 ألف عنصر من مختلف فصائل القوات المشتركة بين ولايتى تبسة ووادى سوف، وستمتد شمالا إلى ولاية سوق أهراس، وفى اتجاه ولايتى الطارف وعنابة. وأوضح المصدر، أن الحدود الشرقية للجزائر تعززت بتفعيل أكثر من 60 برج مراقبة مدعمة بكاميرات حرارية متطورة تغطى كل منها مسافة 3.5 كيلو متر، لمراقبة التحركات المشبوهة لمافيا التهريب والإرهاب، وأن هذه القوات وضعت على أهبة الاستعداد التام، للتصدى لأى طارئ، أو محاولة لخرق الحدود من طرف عناصر القاعدة فى المغرب الإسلامى، أو تنظيم "داعش"، الذى تبنى العملية الإرهابية الأخيرة بمدينة سوسةالتونسية.