صرخة مدوية أطلقتها الجمعية الأوروبية للحيتيات (الحيتان البحرية والدرافيل وغيرها) ضمن فعاليات مؤتمرها السنوى الذى شهدته مالطة مؤخراً . هذه الصرخة عبرت أمواج البحرالمتوسط لتصل لمسئولى الحكومة المصرية فى وزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر كاشفة النقاب عن انتهاكات خطيرة تهدد الدرافيل البحرية وتزعجها وتلحق بها الإصابات فى أماكن تواجدها بمنطقتى "شعاب الفانوس" و"العرق" داخل محمية الجزر الشمالية البحرية فى نطاق مدينة الغردقة، وتلك الإنتهاكات جراء أنشطة سياحية جائرة وغير مرشدة تقوم بها بكثافة تفوق الحدود المسموح بها بمراحل عديدة المراكب السياحية التى تنقل السائحين لتلك المناطق خاصة مراكب الزدليك السريعة، ولم يكن تحذير الجمعية الأوروبية العالمية الشهيرة من قبيل المشاهدة فقط أو دون دليل بل جاء نتيجة أبحاث علمية موثقة قام بها باحثون علميون متخصصين فى ذات المنطقة، وقاموا برصد الانتهاكات والخطر المحدق بالدرافيل عن قرب وسجلوا ملاحظاتهم وعرضوا نتائج أبحاثهم فى فعاليات المؤتمر، ومن هنا جاءت تلك الصرخة كواحدة من التوصيات الهامة التى خلصت إلى توجيهها مباشرة كإلتزام دولى على الحكومة المصرية، على اعتبار أن مصر من الدول الموقعة على اتفاقية اكومبامس (ِِACCOMBAMS) وهى الإتفاقية المعنية بحماية الدرافيل والحيتان فى البحر المتوسط كذلك اتفاقية (CMS) الخاصة بحماية الحيوانات المهاجرة، وفى نهاية خطابها حثت الجمعية الأوربية للحيتيات الحكومة المصرية على وضع إطار قانونى لتنظيم الرحلات السياحية إلى مواقع تواجد الدرافيل فى الغردقة. وتأتي الجمعية الأوروبية للحيتيات واحدة من أهم الجمعيات العالمية المعنية بالحياة البحرية فى البحر المتوسط وأوروبا والعالم ، ويأتى ذلك من قبيل حرصها على الأحياء البحرية وهذا الحيوان البحرى الذى يمثل عنصراً فى غاية الأهمية فى الحياة البحرية كذلك أحد أهم عوامل الجذب السياحى للسياحة البيئية، ومن تلك الإنتهاكات الخطيرة التى نوهت عنها رصد إصابات لأعداد من تلك الدرافيل نتيجة لرحلات السياحة غير المنتظمة للمراكب السياحية ومركب الزرديك السريعة لمنطقتى "شعاب الفانوس" و"العرق" داخل محمية الجزر الشمالية للبحر الأحمر وهذا التحذير يعيد للأذهان قصة نفس الأنشطة السياحية غير المرشدة فى معظم أماكن الغوص فى البحر الأحمر والتى أدت بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى تدمير الكثير من الشعاب المرجانية وإصابتها بالإبيضاض وفقدانها ألوانها الجميلة الرائعة. فى الوقت الذى تبذل فيه الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة البيئة برئاسة الدكتور خالد فهمى ومحافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله للحد من المخاطر المحدقة بالتراث الطبيعى الذى يعد المصدر الأول والأساسى للسياحة المصرية ،وجهود حكومة المهندس إبراهيم محلب ووزارة السياحة للنهوض بصناعة السياحة والعودة بها لسابق عهدها كواحدة من أهم ركائز الإقتصاد المصرى ومورداً رئيساً من موارد العملة الصعبة، إلا أن هؤلاء يكثفون من أنشطتهم السياحية المدمرة ويضاعفونها، خاصة رحلات السباحة مع الدرافيل.ويقول الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر أحمد غلاب عبيد عن رأيه الشخصى، أن جهود وزارة البيئة وقطاع محميات البحر الأحمر كبيرة للحد من التجاوزات التى تنال من عناصر التنوع الأحيائى الذى هو المصدر الأول للجذب السياحى لمصر كلها ، وفى المقابل يجب أن يكون هناك إلتزام من الشركات السياحية ، فمصر من أوائل دول الشرق الأوسط التى قامت بوضع أطر قانونية وتشريعية فى مجال البيئة والمحميات الطبيعية ووقعت على العديد من الإتفاقيات الدولية الخاصة بمجال حماية البيئة البحرية ،كما قامت بإنشاء شبكة من المحميات الطبيعية تبلغ 14% من مساحة الخريطة المصرية ، ووضعت قانونا خاصا بها وهو القانون رقم 102 لسنة 1983،كما أولت البحر الأحمر إهتماماً خاصاً من الناحية البيئية . ويضيف أن وزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر تهتمان ب "الدرافيل الدوارة " بمنطقة صمداى جنوبالبحر الأحمر منذ عام 2004 واعتبرتها منطقة حماية خاصة ، ولازالت حتى الآن من أهم مناطق حماية الدرافيل الدوارة على مستوى العالم ، كما تهتمان بالدرفيل ذى الأنف الزجاجية بمناطق شعاب "الفانوس" و"العرق" بمنطقة الجزر الشمالية بالغردقة ، وقامت الوزارة والمحافظة باتخاذ الإجراءات القوية التى من شأنها زيادة الحفاظ وتوفير مناطق الراحة والهدوء بهما، وشكل المحافظ لجنة لحماية البيئة البحرية مع التركيز على حماية الدرافيل البحرية فيهما ، وكإجراء حاسم تم إغلاق إحدى الشركات بعد قيامها بالترويج لرحلات بحرية للسباحة مع الدرافيل ، كذلك إنذار عدد ليس بقليل من مراكز الغوص التى كانت تقوم بالترويج لمثل الرحلات وأغلقت صفحاتها على الإنترنت. وعن تعظيم الإستفادة من التعاون من الجمعية الأوربية يختتم غلاب بقوله :- أعتقد أن الرد المصرى لن يخلو من ذلك ، ومن المؤكد أنه سيتم توجيه الدعوة للجمعية الأوربية لتبادل الخبرات مع الخبراء الوطنيين المصريين والمساهمة فى دعم الأبحاث والرصد للدرافيل البحرية خاصة أن تلك الجمعية الأوربية متخصصة فى أبحاث الثدييات البحرية" إلى هنا انتهى المقترح بالرد على صرخة الجمعية الأوربية للحيتييات.