تواصلت ردود أفعال الأحزاب والقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني حول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية, وسط مخاوف من سيطرة الإخوان المسلمين علي كل مراكز صنع القرار في مصر. في حين رحبت الجماعة الإسلامية بترشيح الشاطر, و أكد حزب النور أنه ملتزم بمبادرة مرشح إسلامي واحد, شن حزبا الوسط والمصريين الأحرار هجوما عنيفا علي قرار الإخوان. وأكد الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار, أن الإخوان يحاولون احتكار السلطتين التشريعية والتنفيذية, وتغيير هوية الدولة وخلافة الحزب الوطني المنحل في الهيمنة علي مقاليد الحكم. وأضاف, أن الإخوان لا يجوز لهم ارتداء عباءة ثورة25 يناير, لتبرير ترشيح الشاطر, مشيرا الي أن الثورة لم يكن هدفها اقصاء القوي المدنية وتكريس حكم الإخوان. وحذر نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع مما وصفه بسيطرة رأس المال علي الحكم عبر ترشيح رجل الأعمال خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية, مطالبا القوي المدنية بتشكيل جبهة وطنية للتصدي لهذا المخطط. وأضاف ان ترشيح الجماعة للشاطر بالتوازي مع محاولتها الإطاحة بحكومة الجنزوري يستهدف تمرير دستور جديد تنفرد بإعداده القوي الإسلامية. وأشار عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية الي أن الجماعة تؤيد ترشيح الشاطر علي اعتبار أن لديه مشروعا إسلاميا للنهضة يستلزم أن تدعمه كل القوي الإسلامية والوطنية. وانتقد المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط ترشيح الشاطر باعتباره أخطر قرار خاطئ للجماعة علي مدئ تاريخها الذي تجاوز80 عاما, مؤكدا أن الإخوان سوف يدفعون ثمنا باهظا بسبب هذا القرار. ومن جانبه, اتهم الناشط السياسي الدكتور عمار علي حسن الخبير في الحركات الإسلامية الإخوان بالتنسيق مع المجلس العسكري لدعم ترشيح الشاطر مؤكدا ان هذا القرار اتخذ بعد لقاء تم بين الشاطر, وكل من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان. وفي وقت لاحق نفي محمود حسين أمين عام الجماعة الأنباء التي ترددت عن هذا اللقاء, مؤكدا أن ترشيح الشاطر تم بقرار منفرد من الجماعة بعد مناقشته بشكل مطول داخل مؤسسات الجماعة وحزب الحرية والعدالة. علي صعيد آخر, اعتبرت الجبهة السلفية ترشيح الشاطر ضربة موجهة ضد حازم صلاح أبوإسماعيل. وقال الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية إن ماحدث كان بمثابة صفقة سياسية للقضاء علي آمال أبو إسماعيل في الوصول الي موقع الرئاسة.وكشفت مصادر مطلعة أن الجدل احتدم في صفوف شباب الإخوان المسلمين حول ترشيح الشاطر, بسبب دعم قطاع عريض من الشباب للدكتور عبد المنعم أبوالفتوح. ومن جانبه, نفي الدكتور صلاح الفقي عضو مجلس شوري الإخوان حدوث انشقاقات داخل الإخوان علي رغم استقالة كمال الهلباوي, مؤكدا أن الإخوان يدعمون مرشح الجماعة والحزب بشكل كامل. وحذرت منظمات حقوقية قبطية من تفاقم الصراعات الدينية علي ضوء ترشح الشاطر, بالنظر الي وجود أربعة مرشحين للرئاسة يمثلون القوي الإسلامية. وقال الدكتور نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان: اننا لا نريد رئيسا يقسم الشعب المصري الي شيع وطوائف, ويثير فتنا طائفية ويتجاهل حقوق الأقباط. وأضاف, اننا نريد رئيسا يكون متجردا من أي رداء ديني أو سياسي أو حزبي, لمعالجة مشكلات الفقر والقهر والتمييز. وانتقد مايكل منير رئيس منظمة( إيد في إيد) ما وصفه بنقض الإخوان المسلمين لوعودهم بعدم الدفع بمرشح إخواني للرئاسة, داعيا القوي المدنية الي الاتفاق علي مرشح واحد حرصا علي عدم تفتيت الأصوات. وقال الناشط الحقوقي جورج اسحق ان ترشيح الشاطر أفقد الإخوان مصداقيتهم في الشارع المصري, مؤكدا ان هذا الترشح جاء نتيجة صفقة سياسية بين الإخوان والمجلس العسكري. ومن جانبه, عقد المجلس الملي للكنيسة الإنجيلية أمس اجتماعا طارئا لمناقشة ترشيح الإخوان للشاطر, ومحاولتهم الاستمرار في الهيمنة علي لجنة إعداد الدستور. ودعا نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة مختلف القوي المدنية للتريث, مشيرا الي حق الشاطر وأي مواطن آخر في الترشح للرئاسة إذا انطبقت عليه الشروط. وقال ان الإخوان تصرفوا في هذه القضية وفقا لتطورات الموقف السياسي, وأن ترشح الشاطر لن يؤثر علي فرص الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح بالنظر الي هشاشة وضع الأخير في سباق الرئاسة. ووصف الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ترشح الشاطر بأنه سيكرس الانقسام داخل الجماعة, متوقعا أن ينضم شباب الإخوان والسلفيون في المستقبل الي معسكر القوي الإسلامية المدنية. وقال أمام مؤتمر مستقبل مصر بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, ان الإخوان ينتهجون الآن النهج الانقلابي للشيخ سيد قطب في تجاهل واضح للنهج المتدرج الذي وضعه مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا. وحذر الدكتور مصطفي كامل السيد استاذ العلوم السياسية من المخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية جراء استحواذ القوي الإسلامية علي مختلف مراكز صنع القرار, وعلي صعيد آخر, وصفت جبهة دستور لكل المصريين التي تضم31 حركة وحزبا سياسيا, ترشيح جماعة الإخوان لنائب مرشد الجماعة ورجل الأعمال خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية, بأنه الخطوة الأخيرة في فصول مؤامرة التيار الديني والمجلس العسكري علي الثورة, وإعادة انتاج للزواج غير الشرعي بين الثورة والسلطة, بمباركة من الولاياتالمتحدة ودول الخليج التابعة, وهو ما رأت أنه يمثل انقلابا كاملا علي الثورة وأهدافها, وخيانة صريحة لحلم شعب مصر في الحرية والعدالة. ووصف فادي يوسف رئيس ائتلاف اقباط مصر ما يحدث علي الساحة السياسية بأنه لعبة شد وجذب بين الإخوان والمجلس العسكري. وأعرب مينا يوسف المتحدث باسم اتحاد شباب ماسبيرو عن دهشته إزاء قيام مرشد الإخوان بالإعلان عن ترشيح الشاطر بدلا من أن يتولي ذلك حزب الحرية والعدالة حرصا علي التفرقة بين الدعوة والعمل السياسي. ومن جانبه, استنكر الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المخاوف المثارة حول ترشيح الشاطر, مؤكدا ان الحزب والجماعة مازالا متلزمين بمبدأ المشاركة لا المغالبة. ودعا جميع القوي السياسية للاحتكام الي صندوق الانتخابات في انتخاب رئيس الجمهورية, مشيرا الي حق الأغلبية في ادارة السلطة التنفيذية علي ضوء النتائج التي حققتها في انتخابات البرلمان.