برغم أن الموقف علي الأرض لم يتغير كثيرا لأن المظاهرات لا تزال تخرج صباحا ومساء في معظم المدن السورية, ولأن آلة القتل لا تزال تعمل علي مدي الساعة دون كلل, تطارد الثوار والمتظاهرين والمنشقين ليرتفع عدد الضحايا الي تسعة آلاف قتيل, ثمة متغيرات مهمة طرأت علي الأزمة السورية في ظل وساطة كوفي أنان الذي أسقط من المبادرة العربية شرط تنازل الرئيس بشار عن سلطة الحكم, وجعل الحكومة السورية الطرف الأساسي في تنفيذ المبادرة, تشترط لضمان التزامها بالتسوية السياسية وقف التعامل مع أية مبادرات تصدر عن الجامعة العربية, والتزام كل فرقاء المعارضة بوقف إطلاق النار, ووقف محاولات دول الخليج قطر والسعودية تسليح المعارضة في الداخل! وبرغم تجاوب الغرب وواشنطن مع معظم هذه المطالب, ثمة شكوك قوية في أن ينجح مؤتمر أصدقاء دمشق الذي ينعقد في إسطنبول الآن في الاتفاق علي إقامة منطقة عازلة عند الحدود التركية, تمتد داخل الحدود السورية02 كيلو مترا علي الأقل لحماية المدنيين الهاربين من جحيم بشار, وتوصيل المساعدات الانسانية الي المناطق المنكوبة, لأن مثل هذه المنطقة تحتاج الي قوة عسكرية خارجية تحميها من خلال فرض الحظر الجوي علي أجزاء من سوريا لمنع دمشق من قصفها جوا, كما تزداد الشكوك في قدرة مؤتمر إسطنبول علي توحيد المعارضة السورية التي تزداد انقساما, أو تسليح قوي المعارضة المسلحة في الداخل التابعة للجيش السوري الحر, التي تعاني نقص السلاح والمؤمن والغذاء الي حد أن المقاتلين يسقطون جوعا في مواقعهم, وأغلب الظن أن يكرس مؤتمر إسطنبول جهده لدعم خطة كوفي أنان التي تطلب من كل الأطراف وقف إطلاق النار, ودفع المساعدات الانسانية الي المنطقة المنكوبة وإدارة حوار بين الحكم والمعارضة, وإقناع السعودية وقطر بوقف تسليح المعارضة ولو الي حين, علي أمل أن تنجح جهود المبعوث كوفي أنان, غير أن كل هذه المحاولات لن تحقق أي تقدم إذا لم تلتزم الحكومة السورية إبتداء بوقف آلة القتل التي لا تزال تعمل علي مدي الساعة تحصد كل يوم العشرات من الضحايا الأبرياء. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد