أعتذر بداية عن التعدى على لغتنا الجميلة من خلال عنوان هذا المقال، الذى تختلط فيه اللاتينية مع العامية السوقية، وأرجو اعتباره بمثابة الاستثناء الذى يؤكد القاعدة وهى كامل الاحترام للفصحى . والحقيقة أن لفظ الميركاتو، بمعنى السوق، والذى يستخدم فى بعض الدوريات الأوروبية لوصف عمليات شراء وبيع عقود اللاعبين فى كرة القدم مع نهاية كل موسم ، وجد حفاوة بالغة من جانب المعلقين والمواقع وصار استخدامه متكرراً، دون اهتمام مواز بشرح قواعده وأدبياته. لكن هذا ليس صلب الموضوع، فالأهم هو إلقاء الضوء على ما يحدث حالياً فى الميركاتو المصرى من سلبيات تشوه نظام الاحتراف الهش !! إن سوق انتقالات اللاعبين عندنا تنفرد عن مثيلاتها فى العالم بازدواجية غريبة .. فهناك (سوبر ماركت) يخدم اثنين من الزبائن فقط ، الأهلى والزمالك ، وإلى جواره سوق شعبية لبقية الأندية !! والغريب أن السوق الشعبية أكثر تنظيماً واحترافية ، سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأفارقة من السوبر ميركاتو !! ذلك أن ميركاتو القمة لا تحكمه الموضوعية والأصول الفنية بقدر ما تغلب عليه (المكايدة) ومحاولة كل منهما خطف اللاعبين الذين يسعى الآخر لضمهم ، بصرف النظر عن احتياجات الفريق الفنية ، المهم هو إفساد الصفقة على المنافس والأهم هو تحقيق انتصار معنوى جماهيرى واكتساب شعبية زائفة . والأمثلة معروفة ! والنتيجة أن السماسرة واللاعبين ، خاصة الأفارقة، يعمدون إلى اللعب على الحبلين وفتح المزاد بينهما حتى وصلت الأرقام المعروضة إلى آفاق لا تتناسب مطلقاً مع قدرات هؤلاء اللاعبين. إن الأندية المصرية، بما فيها الكبيران، لا تزال بحاجة إلى هيكلة إدارية حديثة تناسب عصر التخصص، ما يستلزم وجود إدارة فنية دائمة من الخبراء، يعتمد عليهم مجلس الإدارة فى قرارات بيع وشراء اللاعبين، تستند قراراتهم على رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل وعلى ضوء الأهداف التى يسعى النادى لتحقيقها والقدرات المالية المتاحة. ويبقى التساؤل معلقاً.. لماذا يحدث هذا الصراع عندنا نحن فقط بين الأهلى والزمالك على نفس اللاعبين، مع أن الاستقطاب الكروى ظاهرة عالمية ليس أقلها مابين ريال مدريد وبرشلونة مثلاً ، ومع ذلك لم نسمع أنهما يتصارعان على ضم لاعب، من رونالدو إلى ميسى وانت نازل ؟!! لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم