تأملات صائم

شهر الانتصارات

رمضان شهر الإنتصارات الكبرى فى تاريخ الإسلام ففى أيامه وقعت أكبر المعارك و أعنفها وحقق فيه جند الله أروع الانتصارات على أعداء الله بداية من غزوة بدر التى نجح فيها عدد قليل من المسلمين فى تحطيم غرور قريش وكسر شوكتها فلم ترفع رأسها بعد ذلك إلا فى ظل الإسلام وحتى حرب العاشرمن رمضان التى قضت على أسطورة الصهاينة بأن جيشهم لا يقهر.
ومن أكبر الانتصارات التى يستطيع المؤمن تحقيقهاخلال هذا الشهر الانتصار على النفس والأهواء والشهوات ومن ينجح فى الإنتصار على النفس تتوافر لديه القدرة للإنتصار على العدو الذى يغتصب الأرض وينتهك الأعراض والحرمات أو يمتهن المقدسات الإسلامية أو يعتدى على الأنفس والأموال.
إن الذين حملوا رايات الإسلام كانوا نماذج صالحة وعناصر قوية توافرت فيها مقومات القيادة الناجحة التى استطاعت أن تقوم الدنيا فى ضوء تعاليم القرآن الكريم وهدى النبى صلى الله عليه وسلم يقول تعالى : »الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور«. إن المسلمين الأوائل كانوا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار ولذلك حقق الله على أيديهم انتصارات رائعة فما من معركة دارت رحاها فى رمضان إلا وتحقق فيها النصر للمسلمين بسبب إخلاص الرجال وتفانيهم وقربهم من الله تعالي. وفى الصيام يكون الإنسان أقرب ما يكون الى الله كما أن الإخلاص فى العبادة والعقيدة والعمل يؤدى الى تحقيق النصر لأن النصر من عند الله يمنحه لمن يخلص له العبادة ويتقيه فى الأقوال والأعمال يقول تعالي: «أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
والمسلمون انتصروا فى شهر الصيام لأنهم صاموا عن الحرام وضبطوا أنفسهم . إن رمضان يمثل انطلاقة إيمانية نحو بناء الإنسان المسلم ففى أول عام يصوم فيه المسلمون شهر رمضان كانت موقعة بدر الكبرى التى أيد الله فيها المسلمين بملائكة تقاتل الى جانبهم وفى شهر رمضان كانت الإستعدادات لغزوة الخندق التى وقعت فى شوال من العام الخامس الهجري. وفى العشرين من رمضان من العام الثامن الهجرى فتحت مكة وكانت عودة المسلمين من غزوة تبوك فى رمضان من السنة التاسعة من الهجرة وكانت موقعة حطين فى رمضان عام 584 هجرية وانتصر فيها صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين أيضا كانت موقعة المنصورة التى هزم فيها لويس التاسع وتم أسره فى دار ابن لقمان فى رمضان 647 هجرية كذلك انتصر المسلمون على التتار فى موقعة عين جالوت فى رمضان 658 هجرية وعندما جمع التتار فلولهم بعد ستين عاما وهاجموا الدولة الإسلامية تصدى لهم الناصر قلاوون وألحق بهم هزيمة ساحقة وأجلاهم عن دمشق وأسر منهم عشرة آلاف فى رمضان عام 722 هجرية وفى رمضان عام 1393 هجرية استطاع المسلمون أن يحققوا نصرا رائعا وحطموا اسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر. وعلى القيادة المصرية السعى الى إنشاء عدد من المشاريع التى تساعد على الحد من البطالة وتعمل على زيادة الإنتاج حتى نعتمدعلى انفسنا.