هل تعاني أحيانا من عدم قدرتك على التحكم في أعصابك وتغضب ويعلو صوتك حينها وتشعر بأنك في أسوأ حالاتك ؟ إذا كانت إجابتك بنعم فقد يفيدك لتصبح إنسانا هادئا قراءة هذا المقال الذي يضم أفضل النصائح التي استوقفتني عند قراءتي لبعض الكتب النفسية في مجال كيفية إستعادة الأتزان الإنفعالي وعدم الغضب جنبا إلى جنب مع بعض الخبرات التي اكتسبتها من بعض التجارب التي مررت بها في حياتي. في البداية لابد لك من معرفة الأسباب التي تجعلك تغضب لتتجنبها ؛ أكثر ما يجعلك تغضب وتفقد أعصابك أن ترد على من تسبب في مضايقتك وقت الغضب فتعلم أن تصمت قليلا وقت شعورك بالانفعال وتنفس بعمق وردد عبارات مثل أنه لا شئ يستحق أن تغضب من أجله وأن الانفعال لا يحل الأمور ولكنه يزيدها تعقيدا ويضيع حقك ثم رد إذا كان يهمك الرد ( وذلك بعد أن ينتهي من أمامك من حديثه المستفز لك بالكامل ) وردك لابد أن يتحلى بالثقة والهدوء والصوت المنخفض شارحا باقتضاب وجهة نظرك (دون أن تفرضها عليه أو تتوقع إنه سيستجيب للمنطق والحق الذي اسردته) .
وأعلم أنه ربما يكون الشخص الذي ضايقك يستهدف فقط مضايقتك ولذا فلا داعي للجدال معه أو الرد عليه أصلا ... ( فبعض الناس لا يستحقون سوى التجاهل ) ومغادرة المكان الذي يقبع به هذا الشخص الخبيث باسرع وقت ممكن ليس هروبا كما يعتقد البعض ولكنه حكمة وحنكة وحفاظا منك على صحتك النفسية والذهنية والجسدية. فالشخص الخبيث الذي يريد مضايقتك واستفزازك ؛تكون نفسيته شريرة حاقدة وحاسدة فلماذا تترك له المجال لينفس عن شره وحسده وحقده ويغرقك معه في هذه الطاقة السلبية وينزع عنك شعورك بالرضا والسعادة ؟!
الإنفعال يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والقلبية وغيرها من الأمراض والحياة قصيرة للغاية ؛ لا داعي لتعيشها في مرض بسبب الإنفعال والغضب ولذلك لا تهدر طاقتك في صغائر الأمور وتعلم دائما أن تحافظ على طاقتك النفسية والجسدية واستدعي وقت شعوك بالغضب ذكريات سعيدة وصورا طبيعية جميلة في ذهنك لتطرد الطاقة السلبية بداخلك وتستبدلها بأخرى إيجابية وقد يفيد لجوءك إلى سماع موسيقى هادئة أو أغنية تحبها أو التعطر بعطر اللفندر الذي اثبتت الأبحاث قدرته على أن يستعيد لك هدوءك واسترخاءك وتعلم أن تقول " لا " وقت شعورك بالتعب ولا تضغط على نفسك بأعباء إضافية حينها ؛ كلمة لا ليست بها أي عيب طالما قيلت بتهذب.
بعض الأبحاث النفسية تدعوك لخداع عقلك الباطن والذي يصدق ما يتردد عليه دون وعي ولذا وقت الغضب ردد على نفسك أنك شخص هادئ عوضا عن اقناع عقلك الباطن بناء على تجاربك السابقة بأنك شخص عصبي ... الأبحاث العلمية النفسية اثبتت أن عقلك الباطن يتعامل بدقة مع ما تردده عليه من كونك شخص عصبي أو شخص هادئ فإذا رددت على مسامعك وعقلك الباطن أنك شخص عصبي فسيتعامل عقلك الباطن بناء على ذلك في أي موقف يستدعي الانفعال ولذلك انسى الماضي الذي لا يتواجد سوى في ذاكرتك ولا يوجد له أثر في الأحداث الحالية الواقعية وثق بنفسك وبقدرتك على أن لا تكون ردة فعل لمن حولك يستفزونك ويضايقونك وقتما وحيثما يريدون !! ... وطبق القاعدة الذهبية لتحافظ على هدوءك دائما .
والقاعدة الذهبية لتحافظ على هدوءك دائما تختصر ما سبق أن ذكرته لك للتو وهي الصمت وقت الانفعال والتنفس بعمق وترديد عبارات تؤثر بها على عقلك الباطن من قبيل أنك هادئ ولاشئ يستحق أن تشعر بالضيق من أجله ثم الرد إذا كان يهمك الرد بأقل عدد من الكلمات لشرح وجهة نظرك بثقة وصوت منخفض وبعدها تترك المكان على الفور وأنت تستعيد صورا طبيعية جميلة أو أغنية تحبها في ذهنك.
ومما لا شك فيه أن الحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن والتسبيح وذكر الله كفيلون بتقوية إرادتك على تنفيذ خطوات القاعدة الذهبية السابقة بنجاح وقت تعرضك المفاجيء للمواقف والأشخاص المستفزة ... الله تعالى يقول "يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة أن الله مع الصابرين ". ويقول الله عز وجل "آلا بذكر الله تطمئن القلوب" . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي