زحام الشوارع بالمارة والسيارات طوال اليوم، وفى وقت ساعات العمل، تتوقف أمامه العديد من علامات الاستفهام، خاصة مع ضرورة وجود العامل والموظف داخل جدران العمل، ومن هنا لا نجد إجابة إلا إنهم «مزوغين من الشغل»، تحت مسميات عديدة. ولا يمكن اعتبار سبب الزحام بطالة، أو إجازات بالتبادل على مدى الأسبوع، ويشير إلى ذلك الشوارع الخالية من المارة والسيارات فى اليوم الأول من شهر رمضان، حيث منح كل منهم لنفسه إجازة، خاصة وأن اليومين التاليين الجمعة والسبت إجازة، فخلت الشوارع منهم. وابتداء من اليوم يعود الزحام مرة أخرى، وهى ظاهرة سلبية لا نراها فى دول مهما كان حجم سكانها، وهى عكسنا تماما، ففى وقت العمل تقريبا الشوارع خالية من المارة والسيارات، إلا من أعداد قليلة جدا من كبار السن يتجولون فى هدوء. أتذكر ذلك مع اعتماد الحكومة للموازنة الجديدة، التى خصص فيها 228 مليار جنيه بنسبة 26% للأجور والمرتبات، أى أن أكثر من ربع الموازنة سوف يصرف على بعض من نراهم يوميا فى الشوارع، هاربين ولا ينتجون، ومن هنا يساهمون فى العجز المنتظر للميزانية بنسبة 9.9%. التسيب والإهمال فى عدم متابعة عمل ووجود هؤلاء، والبعد عن تقييم أدائهم وإنتاجيتهم وغض البصر عن تطبيق الثواب والعقاب، يوجب على الحكومة أن تحاسب الرئيس والمرؤوس بالعزل فورا، ويشاهد رئيس الوزراء هذه الصور يوميا خلال جولاته، ولكن لا أحد يختشى أو يخاف، وفى النهاية أجور لا يقابلها عمل أو إنتاج. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حبيب