فى القاهرة أحياء ومناطق عديدة، تعيش العشوائية والفوضى فى كل شىء، والقادم إليها من الخارج لا يصدق الكم الهائل من الزحام، والذين يمرون، ويعبرون، ويسيرون على الأقدام، فى كل بقعة فى الشارع الواحد، ويختلطون بالسيارات ومعهم الدواب، والذى يرعبه ويعتقد أن هناك أمرا جسيما حدث أو يحدث، ويفكر من الهرب إلى مكان آخر، فيفاجأ أن كل الشوارع والميادين تعيش الأزمة نفسها، ومع الوقت تتعود عيناه على القبح. وإذا أضفنا إلى المشهد، الباعة الجائلين، والقمامة المنتشرة على الجانبين، وإشارات المرور المتعطلة دائما، وعسكرى المرور الغلبان، الذى يحاول خلال الساعات الطويلة التى يعمل خلالها أن ينظم ولا يجد المساعدة، والأشجار التى تتمسك بالحياة وتنبت متحدية الجميع، والتى تحيطها مخلفات المارة والعابرين، يكون الواقع الذى نعيشه مريرا وصعبا ومريضا يحتاج لعلاج. وعندما التقيت منذ 8 أشهر، محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفى سعيد، الذى أعرفه جيدا منذ أكثر من 25 عاما، أستاذا، وعالما، وعميدا، ورئيسا لجامعة الفيوم، ووزيرا، ومحافظا، ويعمل دائما فى أوقات صعبة للغاية، ويتسم بشخصية هادئة، وجادة، وحاسمة، وعقلية مرتبة وذكية، طال بيننا الحديث، وسألته مباشرة هل ستستطيع أن تحل مشكلات وسط البلد، من التحرير إلى رمسيس، ومن الزمالك حتى العتبة، من حالة الفوضى والعشوائية فى كل شىء والتى تعيشها حاليا؟ فابتسم كعادته بثقة، وقال: غدا سنلتقى وأفى بوعدى، أن تكون منطقة وسط البلد متحفا مفتوحا، وأماكن أخرى، واليوم نرى مظاهر وبشائر الوعد، فللمحافظ الشكر والتقدير، ولرئيس الوزراء، التحية للمساندة.