هي فوضي تعليمية الجميع اتفق, علي اسقاط نظام التعليم, وتصدرت الفردية, والمصلحة الشخصية, والأنانية, المشهد بأكمله, وأصبحت المنظومة التعليمية, بجميع مراحلها, تواجه فوضي حقيقية, يشهدها كل أفراد المجتمع, بالصوت, والصورة, ودون رتوش, عام دراسي جديد, تأجل في الجامعات أسبوعين, بسبب انتخابات القيادات الجامعية, وبدأ بالمدارس في موعده, وفقا للائحة التنفيذية للقانون, في الأسبوع الثالث من سبتمبر, ولكنه في الحقيقة لم يبدأ فعليا لإضراب المعلمين. فرحتنا كانت لاتوصف, مع وبعد قيام ثورة 25 يناير, وكان لدينا شعور, وإحساس شديد, ان كل شئ, سوف يتغير للأفضل, ولم يكن لدينا أدني شك, في إننا سوف نهزم المستحيل, من اجل الارتقاء بكل شئ, ومنها النظام التعليمي, وعندما اشتكي البعض, خلال النصف الثاني, من العام الدراسي الماضي, من المشكلات المختلفة, كنا نقول لأنفسنا, المهم ان يمر بسلام, علينا جميعا, وأولادنا الطلاب, وفي العام الدراسي الجديد, سيتحسن كل شئ, ويبدأ الانطلاق إلي الأمام, ولكن جاءت الصدمة الكبري. أساتذة الجامعات, خرجوا في مسيرة في الشوارع, ومظاهرة أمام مقر مجلس الوزراء, لإقالة القيادات التعليمية, والمعلمون, أقاموا الإضراب, ولم يدخلوا الفصول, واتفق الجميع, علي إفشال العام الدراسي الجديد, الذي كنا نحلم به وننتظره, لنبدأ مرحلة جديدة, من حياتنا بصرف النظر عن المطالب الشرعية التي نقدرها ونحترمها, سواء للأساتذة, اوالمعلمين, الذين هم عصب العملية التعليمية. ولكن لم يستطع البعض, ان ينظر للمسألة بنظرة مختلفة, ويسأل نفسه, وماذنب 20 مليون طالب وطالبة, في المدارس والجامعات, يمثلون ربع المجتمع, وأولياء أمور يسعون, يوميا علي الرزق, من اجل هؤلاء, ومستقبل التعليم, ونظرة العالم إلي تعليمنا, الذي سيهتز أكثر في المرحلة المقبلة, وسيؤثر علي الإصلاح الذي ننشده في جميع المجالات. صدقوا ان الإصلاح, لا ينجح إذا تناول فئة, دون باقي الفئات, وان لم يعمل الجميع, من اجل هدف اصلاحي, في جميع المجالات, فلن يكون النجاح حليفنا, ونقول للجميع إذا حصلتم علي الملايين من الجنيهات, دون اقتصاد قوي, ونظام تعليمي متطور, فبعد سنوات قريبة جدا, سوف تصبح هذه الملايين, دون فائدة لأننا لن نجد ما نشتريه, ويتوجه الطلاب إلي خارج أسوار الجامعات, والمدارس. نحن نحتاج إلي ان نعمل معا, ومن خلال فريق واحد, حتي نحقق النجاح, وان الفردية التي نعيش بها, وتعيش فينا, سوف تهزمنا, وان لم ننظر إلي المصلحة العامة, ونعرف طريقها الذي ضاع منا لسنوات طويلة, فلن تتحسن حالتنا وأحوالنا, لذلك وجب علي أساتذة الجامعات, والمعلمين بالمدارس, ان يعرفوا جيدا, ان المسئولية التي في أعناقهم, كبيرة جدا وضخمة, وبهم سنتخطي الكثير من الصعاب, وان ينتبهوا لدورهم, الخطير, والمهم, والراقي, في المجتمع وإلا علي المجتمع, الخراب, والدمار, الذي ينتظره الكثيرين. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب