يعد مفهوم الإلحاد من المفاهيم التى بدأت تطل برأسها فى الفترة الأخيرة خاصة بين مجموعة من الشباب، لذا يوضح الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر مفهوم الإلحاد قائلا هو: مذهب فلسفى يقوم على فكرة عدمية، أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى، فيدّعى الملحدون أن الكون وجد بلا خالق، وأن المادة أزلية أبدية، وهى الخالق والمخلوق فى نفس الوقت، فالإلحاد مذهب من ينكرون الإلوهية، ويتضمن رفض أدلة المفكرين على وجود الله، وعليه فالملحد هو من لا يؤمن بالله، وتوجد مدارس ومذاهب أثرت وتأثرت بالفكر الإلحادي، ومن أشهرها: العلمانية: التى تهدفُ إلى إقصاء الدين عن الحياة، وبناء مؤسساتِ المجتمع على أصول مادّية بحتة، لا دخلَ للدين فيها، والوجودية: التى تقوم على الإلحادِ والكفر بكلِّ المُثُل والقيم، وأنّ للإنسان أن يفعلَ ما شاءَ، دونَ وازع أو رقيب، والشيوعيّة: التى تدعو إلى تعظيم المادّةِ، وأنّها أزليّة، والوضعية: وهى مذهبٌ إلحاديٌّ، يُنكرُ وجودَ أى معرفةٍ تتجاوزُ التجربة الحسّية، وتقوم على أساس عبادةِ الإنسان، وإحلالها محلَّ الأديان، والدارونية: وهى مذهب يقوم على أن أصل الأشياء مادة وجدت فى الطبيعة وخلق منها كل شيء. وأشار الى ان معتقد الملاحدة: إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، والحياة بعد الموت، ومعجزات الأنبياء، وعدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية، والحق والعدل، وادعاء أزلية المادة وأبديتها، وهى الخالق والمخلوق فى نفس الوقت، وأن النظرة الغائية للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم، وأن الحاجات هى التى تحدد الفكر، وليس العكس، ومعالجة ظاهرة الإلحاد تكون بالقضاء على أسبابها فى المجتمع، والتى منها شيوع الفكر المادي، وانحسار قيم الدين ومبادئه من نفوس الكثيرين، وعدم مراقبة الله تعالى فى السلوك والمعاملات، وضمور الجانب الدعوي، الذى يحتاج القائمون به إلى هزة عنيفة ليطوروا من منهجه وأسلوبه ومحتواه، وترسيخ حاكمية الشريعة الإسلامية لكل معاملات الناس وسلوكهم، وضرورة الالتزام بأحكامها فى كل مناحى الحياة.