الزواج رحمة ومودة لا تنضب، إذا جاع الزوج تطعمه زوجته، وإذا مرض ترعاه، وإذا خلت جيوبه لا تبخل عليه بالمساعدة قدر المستطاع، أو تتجلد وتتحمل تلك الضائقة حتي تنتهي، فالزوجة هي الحصن الحصين إذا اشتدت المحن وتقطعت السبل .. فكيف بعد كل هذا لا يوليها زوجها ثقته مطمئنا طائعا؟! وهذا ما فعلته الزوجة ذات الثلاثين من عمرها عن طيب خاطر، لكن تحول زوجها إلي آلة الموت التي سفكت دماءها واستباحت روحها بلا رحمة.. ليبقي السؤال.. تري أيهما كان أكثر إيلاما في تلك اللحظة، نصل السكين الحاد وهو يمزق جسدها، أم غدر من كانوا يحسبون غدره محالا، خصوصا في أول أيام الشهر الكريم؟ قمة القسوة أن يكنّ زوج لزوجته مشاعر الحقد والانتقام، وأن يتنتظر اللحظة لينتقم منها ويذبحها مهما كانت الزوجة قد فعلت معه، ولكننا أصبحنا نعيش في عالم تجرد من أغلب الأشياء الجميلة والإنسانية، خصوصا في أول أيام شهر الرحمة شهر رمضان الكريم، حيث تجرد "عامل" من كل معاني الرحمة، في الوقت الذي يلجأ فيه الجميع إلي التقرب إلي الله، امتدت يده الآثمة لتقتل زوجته بدم بارد.. فالمتهم في هذه الجريمة قرر أن ينهل من المعاصي بقدر ما يستطيع بعدما تغلب عليه الشيطان وأقنعه بضرورة التخلص من زوجته، فتجرد من كل مشاعر الإنسانية وتملكه الشيطان حين هاجم زوجته في غفلة، وانهال عليها بالسكين وطعنها حتي لفظت أنفاسها الأخيرة، ليست لأنها ارتكبت معصية ما، أو ارتكبت جرما تستحق عليه القتل، بل حسبما ادعي زوجها القاتل أنه قتلها بسبب خلافات دبت بينهما !! أي مبرر هذا الذي يجعل زوجا ينهي حياة زوجته بهذه البشاعة، وبسبب خلافات تحدث في كل بيت وأسرة، وقد تصل إلي أن تحدث يوميا تلك الخلافات وتنتهي بكلمة طيبة لا بقتل، وإلا أصبحنا في غابة شهدت أحداثها منطقة بولاق الدكرور بجريمة قتل بشعة أول أيام شهر رمضان، عندما بدأ بعض الأقارب والأصدقاء في الاتصال بالمجني عليها لتهنئتها بحلول شهر رمضان الكريم، لكنها لم تجب علي اتصالاتهم قط، مما دفع بعض أقاربها للقلق عليها عند تكرار الاتصال دون جدوي، فقرر أحد أقارب الزوجة المجني عليها زيارتها في بيتها ببولاق الدكرور لمعرفة سبب عدم ردها علي الهاتف، ليفاجأ بها مذبوحة ومقيدة بالحبال وملفوفة بأكياس بلاستيكية، في مشهد بشع أشبه بمشاهد أفلام الرعب السينمائية. وقام أحد أقارب المجني عليها بإبلاغ الشرطة، وتم ضبط زوجها "عامل" والذي يبلغ من العمر 38 عاما، إلا أن القدر كان له بالمرصاد، وتبين أنه مرتكب الجريمة، وأقر بقيامه بقتل زوجته، بسبب خلافات زوجية بينهما، حيث طعنها بسكين المطبخ، ثم قام بذبحها، وتقييدها بالحبال، ولم يكتف بذلك ولم ينهر من مشهد جريمته النكراء، بل قام بعد ذلك بلف جثة زوجته بأكياس بلاستيكية تمهيدا للتخلص منها في مكان ما، لكن المصادفة البحتة فضحت شره وجريمته الشنعاء.