ما من مسلم يسأل الله شيئا عنده إلا أعطاه إياه...قال صلى الله عليه وسلم: "الحجر الأسود من حجارة الجنة" وقال: " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم". فالحجر الأسود أو الأسعد كما يحب أن يسميه أهل مكة، حجرا من الجنة يبدأ عنده الطواف وينتهي به، ويتسابق المسلمون لتقبيله، كما فعل النبي صل الله عليه وسلم، وجاء تعريف الحجر الأسود في بوابة الحرمين الشريفين: الحَجَر الأسود يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وهو مبدأ الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو أسود اللون ذو تجويف أشبه بطاس الشرب، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا، والسواد هو على الظاهر من الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض.الحجر الأسود أشرف حجر على وجه الأرض ، موضعه جهة الشرق من الركن اليماني الثاني الذي هو في الجنوب الشرقي وارتفاعه من أرض المطاف متر واحد ونصف المتر ولا يمكن وصفه الآن لأن الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة ، وأما بقيته فداخل في بناء الكعبة المشرفة ، ويروى أن القطع تبلغ خمس عشرة قطعة إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة بالمعجون الذي يراه كل مستلم للحجر وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر. أما طوله فقد رآه محمد بن نافع الخزاعي يوم اقتلعه القرامطة في القرن الرابع الهجري ورأى السواد في رأسه فقط وسائرة أبيض وطوله قدر ذراع ، وأول من طوق الحجر الأسود بالفضة عبد الله بن الزبير صوناً له وتتابع من بعده الخلفاء والأغنياء وكان آخر من أهداه إطاراً قبل الدولة السعودية السلطان محمد رشاد خان سنة 1331ه وكان من الفضة الخالصة ، وقد أصلح الملك عبد العزيز آل سعود من هذا الطوق ثم في عام 1375ه بدل الملك سعود يرحمه الله الإطار السابق بآخر من الفضة الخالصة.
الحجر الأسود جاء به جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام من السماء؛ ليوضع في مكانه من البيت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم» رواه الترمذي وحسنه، وفى رواية: «الحجر الأسود من الجنة» رواه النسائي، وفى رواية: «نزل الحجر الأسود من الجنة كان أشد بياضًا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك» رواه أحمد. روى ابن خزيمة في صحيحة، وأحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق". [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى